التجميل

الاثنين، 25 أبريل 2011

اليوم التسعون

الصورة النمطية للمسئولين الحكوميين في ذهني وفي أذهان الكثير من الناس هي صورة ذلك الشخص المتجهم الوجه الذي يتعامل مع المراجعين وأصحاب المصالح من المواطنين بأساليب لا تخلو من غلظة وسلطوية . ومع أني لا أميل إلى التعميم في العادة ، إلا أن هذا النمط بلغ من الانتشار حدا يجعله أقرب ما يكون إلى القاعدة التي تشمل العموم . وأنا في العادة أتحاشى القيام بمراجعة أي من الدوائر الحكومية لأي من شئوني العملية والخاصة ، وأوكل هذه المهمة إلى تلك الفئة من الموظفين التي فرضتها علينا هذه الحالة ، وهم المعقبون . ولكنني أضطر أحيانا إلى التنازل والقيام بإنهاء بعض الأمور بشكل شخصي ، إما لأن بعض الأمور تبلغ حدا من التعقيد الذي يتطلب تدخلا على مستوى مختلف ، أو لأن ذلك المسئول يلح على أن يقوم صاحب الشأن بملاحقة شئونه بنفسه ، في شكل من أشكال التعقيد وربما الإذلال لأولئك المتعالين من رجال الأعمال . اليوم رأيت أن أقوم بمراجعة أمانة منطقة الرياض لمتابعة بعض شئون العمل ، ولأجدد علاقاتي بعدد من المسئولين في الأمانة ، فالبعيد عن العين بعيد عن القلب كما يقال . زيارتي لوكيل الأمين الجديد المهندس محمد الضبعان أثلجت صدري وأحيت في نفسي الأمل في حالة المسئولين الحكوميين . عندما زرته في مكتبه استقبلني بكل ترحاب ، ولم يكن هذا الترحاب خاصا بشخصي المتواضع ، بل إنني لاحظت منه هذا النمط في التعامل مع كثير من المراجعين الذين كانو من مختلف فئات المجتمع . استمرت زيارتي حوالي الربع ساعة بقيت فيها جالسا بصمت أراقب طريقة تعامله مع هؤلاء المراجعين ، فوجدت رجلا يقابل الناس بكل بشاشة ، ويستمع إلي طلباتهم وشكاواهم بكل اهتمام . وجدته يبحث عن الحلول والمخارج لمساعدة الناس ، ويرفع سماعة الهاتف ليحدث مسئولا هنا وموظفا هناك للتوجيه بحلول وإجراءات فورية حول ما يتلقاه من طلبات . حتى عندما يكون الطلب غير قابل للتحقيق فإن يقدم الرفض مشفوعا بالاعتذار والشرح والتفسير وبوجه تعلوه ابتسامة تبعث الراحة في نفوس المراجعين . خرجت من هذه الزيارة وأنا أدعو لهذا الرجل بالتوفيق ، وأن يعينه على أداء هذه المهمة ، وأن يكتب لنا أن نرى هذا النموذج من المسئولين في كل الأجهزة الحكومية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق