التجميل

الثلاثاء، 5 أبريل 2011

اليوم السبعون

أتعجب أحيانا كم أصبحت حياتنا محكومة بالمادة ، وكم أصبح المال طاغيا حتى على العلاقات الإنسانية . أتساءل أحيانا ، هل هي متطلبات الحياة التي تجعل الناس يحكمون المادة في كل شئون حياتهم ، أم أنه الطمع والجشع الذي جبل عليه الإنسان ، وقال فيه صلى الله عليه وسلم " ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب " . مظاهر الفساد التي استشرت في كل مناحي الحياة لا دافع وراءها إلا طلب مزيد من المال ، والسباق المحموم على العمل والكسب سواء كان مشروعا أو غير مشروعا أصبح ديدن الناس في هذا المجتمع . المشكلة ، أن هناك نوعا من العلاقات الإنسانية التي لا يمكن أن تكون طوعا للمال ، علاقات الأخوة والصداقة ومافي حكمهما تحكمها أسس إنسانية بحتة لا يمكن أن يكون المال عاملا مؤثرا فيها . صحيح أن القدرة المالية يمكن أن تستخدم لتوثيق العلاقات الإنسانية وكسب الود عبر الهدايا والعطايا والهبات ، ولكن أن تكون هذه العطايا هدفا في حد ذاتها ، وأن نكون هذه العلاقات عرضة للاهتزاز نتيجة نقص القدرات المالية فهذا لعمري مصيبة المصائب . المشكلة ، كما قلت سابقا ، أن هناك فئة من الناس يصعب إرضاؤها ، وكلما مددت يدك إليه بالمنح السخي النابع من إيمانك بأنه يستحق كل شيء ارتفع سقف مطالبه ، وتأصل لديه هذا الشعور بأن قيمته لديك هي بمقدار ما تعطيه . وبالتالي ، فإن أي قصور في قدرتك على الاستمرار في المنح نتيجة لظروف الحياة ومصاعبها يجعل تلك العلاقة وتلك المشاعر في مهب الريح . يصبح السؤال القائم ، إن كانت تلك العلاقة هي بهذا الضعف وهذه الهشاشة ، فلماذا تشترى بالمال ، ولماذا تصبح الخسارة مضاعفة في المال والمشاعر . المشكلة الأخرى ، أن بعض الناس يعتقد أن ما يأخذه منك إنما هو من قبيل التذاكي لذاته أو الاستغفال لك ، دون أن يعي أن ما قدمته وتقدمه له عن طيب خاطر إنما هو نابع من عمق المشاعر التي تحملها له ، وليس من قبيل الضعف والاستكانة والغفلة . أجارنا الله وإياكم من سطوة المال على المشاعر ، فالإنسان بلا مشاعر لا قيمة له ، والمال الذي يكون ثمنا لفقدان علاقة حميمة لا متعة وراءه ، وما هو لعمري إلا خسران مبين .

هناك تعليق واحد:

  1. شيء مؤلم أن تبنى العلاقات الشخصية على مبدأ المال, والأكثر إيلاما عندما تعامل شخصا من باب العلاقة الاخوية في حين انه يعتقد انك تعامله طمعا فيما عنده.
    كل شئ يزول بزوال المؤثر, فعندما يكون المؤثر هو المال فإن العلاقة تزول بزواله, وعندما يكون المؤثر هو المشاعر الصادقة فإنها لا تزول اللا بزوال الشخص نفسه.

    ردحذف