التجميل

الأحد، 24 أبريل 2011

اليوم التاسع والثمانون

لم أتوقع هذا الكم من ردود الأفعال على ما كتبته في هذه المدونة عن رحلتي إلى قطر ، والانطباعات التي عدت بها من هناك . ويبدو أن ما كتبته عبر عما يختلج في نفوس الكثيرين حول هذا البلد ، خاصة وأن بعضهم عبر عن امتعاضه من الدور الذي تقوم به قناة الجزيرة في تغطية الثورات العربية ، والانحياز الذي انجرت إليه في تلك الثورات . واليوم كنت ضيفا لمقابلة صحفية لإحدى الصحف الأجنبية ، ومن أمريكا بالتحديد ، مع أن الحيرة اعترتني عن السبب الذي دعا تلك المراسلة لاختياري لهذه المقابلة ، خاصة وأنها بدت كما لو أنها كانت قد قامت بإجراء بعض البحث عني عندما عرضت بعض المعلومات التي جمعتها من مصادرها الاستخباراتية . ولأن هذه المراسلة قدمت نفسها كمسئولة عن تغطية أحداث السعودية وقطر فقد تطرق حديثنا قبل التسجيل الرسمي لعقد بعض المقارنات بين هذين البلدين ، ولاحظت أن الموقف الفعلي لمثل هذه المراسلة من تجربة قطر مماثل للانطباعات التي عدت بها من الرحلة ، عدا أنها لا تستطيع أن تعبر عن هذا الموقف في التقارير التي تكتبها ، وإلا لخسرت تلك الحملات الإعلانية الضخمة التي تمثل في حقيقتها الهدف الأهم لهذا الجهد الصحفي . هذه الحقيقة بدت جلية عندما انتهى اللقاء الصحفي ، وأخرجت المراسلة ملف التسويق الإعلاني في الجريدة التي تمثلها . وقدمت بالتالي عرضها لوضع صفحة إعلانية في تلك الجريدة ، مقدمة كل الإغراءات عن حجم الانتشار الذي تتمتع به الجريدة ، وموقعها المهم بين مصادر المعلومات في العالم المتقدم . ولأن قيمة الإعلان كانت مرتفعة جدا وبالعملة الصعبة في مقابل أي عائد تسويقي فعال لكياننا المتواضع ، فقد قدمت اعتذاري عن شراء ذلك الإعلان ، وجاء الرد مباشرا عندما انقلب سحنة المراسلة ، وأفادتني بأن نشر اللقاء لن يتم إن لم يتم الاتفاق على الإعلان في الجريدة . في النتيجة ، فإن كل ما تعرضه وسائل الإعلام ما هو إلا نقل مدفوع الثمن بشكل مباشر أو غير مباشر لآراء ومواقف المسئولين في المؤسسات والشركات التجارية ، وربما ايضا في القطاعات الحكومية . فهل لمثل هذا الإعلام من مصداقية ، وهل نستغرب من الجزيرة هذا الانحياز المفضوح ؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق