التجميل

السبت، 23 أبريل 2011

اليوم الثامن والثمانون

أن يكون الإنسان مسئولا عن أداء مهمة معينة ذات طابع منفرد فهذا هو الحد الأدنى من المسئولية ، وأي تقصير في أداء هذه المهمة لا يعود بالضرر عادة إلا في حدود تلك المسئولية . ومع ذلك ، فإن هذا التقصير هو أحد نماذج الخلل في مناخ العمل في بلادي ، وخاصة بين الإخوة السعوديين . المشكلة أن هذا النوع من المسئولية المنفردة لم يعد موجودا ، إذ أن أي عمل أو مهمة يقوم بها الفرد هي ذات ارتباط وثيق بمجموعة أخرى من المهمام والأعمال التي يقوم بها أفراد آخرون . هذا المنطق ينطبق على كافة الأعمال مهما استحقرها البعض ، حتى مهمة عامل النظافة والسائق والسكرتير وأية أعمال مهما كانت بسيطة فهي ذات أثر قد يكون مدمرا في بعض الأحيان . اليوم مثلا تغيب اثنان من السائقين عن العمل ، وهو ما أوقع الكثير من الارتباك في سير العمل اليومي ، بدءا من التسبب في تأخير الموظفين الذين اعتادو إحضارهم عن مواعيد العمل اليومية ، ومرورا بتعطل كثير من مهام الإرساليات والتوصيل وغيرها ، وانتهاء بتعثر إعادة الموظفين إلى منازلهم . المشكلة أن هذين السائقين ، وهما سعوديان بالمناسبة ، مارسا ذلك النوع الخانق من التجاهل واللامبالاة . فالأول أغلق جواله طيلة اليوم ، والآخر اعتذر بمرضه بعد كثير من إلحاح الاتصالات المتتابعة . هذا النمط من التصرفات يمثل القاعدة الممارسة على كافة المستويات ، وربما تبرز بشكل أكثر جلاء في القطاع الحكومي . فالوقت لا قيمة له ، والإنجاز ليس مستعجلا ، وطالما أن الموظف يحصل على مرتبه الشهري دون أي استقطاع فلماذا نتعجل أمور العمل . شبابنا السعودي يحتاج إلى غسيل دماغ في هذا الجانب ، ولا أدري إن كانت برامج تطوير التعليم قد أخذت هذا الموضوع بعين الاعتبار . وإلى أن يفهم شبابنا أن ثقافة العمل تتطلب الإخلاص والتفاني ، وأن عمل كل فرد له كل الأهمية مهما كان نوعه أو درجته ، وأن العمل بروح الفريق هي السبيل الوحيد لتحقيق الرقي والكفاءة في العمل ، إلى أن نصل لهذا الفهم علينا أن نتأسى بالصبر وتوقيع الخصومات ، مع أنها لا تجدي البتة مع مثل هذا الحس المتبلد .

هناك تعليقان (2):

  1. زياد بريجاوي23 أبريل 2011 في 11:28 م

    هل تقدر الرجل الصادق في عمله والمواظب على دوامه وتساعده في ذلك , الاجابة التقليدية : نعم ولكن الواقع شيئ آخر ,حاول أن تقترب من اناس بشكل أكثر وفي مكاتبهم وساعدهم وتلمس مشكلاتهم في العمل وتفاعل معهم أكثر , تخلى عن الأعذار الداخلية أنني مشغول للغاية في داخلك وخصص بعض الوقت لذلك , أنني أتوقع أن يتضاعف الانتاج والعمل ويقل التسيب والاهمال , أنا أتكلم لا من باب الذي يتفلسف عليك ولا على غيرك , بل من منطلق معرفتي السابقة بالوضع عندك , ستلمس من الموظف الجيد المتفاني ومن لا يصلح لك وتختصر خسارة الاستثمار فيه.
    طبعاً لدي تصور واضح عن الوضع وبعض الاقتراحات من وجهة نظر شخصية , ولا أتكلم بها لئلا أُتخذ عدواً أتدخل فيما لايعنيني وأضع يدي على الخطأ بينما الآخر لايريد رؤية سوى الصورة الجميلة ويخفي العيوب والأخطاء خلف لوحة أو ستارة.
    بكل حال أنت لديك تجربة ادارية غنية تستحق أن تسردها لنا وتحللها وتناقشها بحرية.

    ردحذف
  2. الأخ خالد شكرا على إثارة هذه الملاحظة مع التأكيد على أن هناك نماذج مشرفة للشباب السعودي في الاخلاص والالتزام وتحمل المسؤولية نسأل الله ان تزيد الا أن هناك بالفعل نماذج تفقع المرارة ولكني أعتقد أن الخلل يكمن في مراحل النشأة الاولى وهنا أتهم وبكل إصرار نظامنا التعليمي الذي يعطينا تعليما رديئا وتربية سالبة فلا مجال للمنافسة وبذل الجهد فالكل ينجح وبامتياز ربما والامتحانات سلق بيض وعليه يتخرج الشاب من المدرسة وهو لا يعرف كتابة حرف الضاد ولا يستطيع صياغة جملة واحدة صحيحة وليست لديه أبسط قواعد الالتزام سيما وهو الذي تخلت أمه عنه للشغالة وانشغل ابوه عنه في الاستراحة وبعد ذلك تتوقع منه أن يرد على الجوال

    م. أشرف أحمد حسن

    ردحذف