التجميل

الثلاثاء، 19 أبريل 2011

اليوم الرابع والثمانون

حب السفر هو أحد الصفات التي جبلني الله عليها ، وأنا في العادة أتخذ قرار السفر دون تردد ، حتى ولو كان الغرض من الرحلة غير ملح أو أنه يقبل التأجيل . ولا تمثل وسيلة السفر بالنسبة لي عائقا أمام تحقيق هذه الهواية ، فإن لم يتيسر لي السفر بالطائرة في ظل مصاعب الحجز التي نعانيها مع الخطوط السعودية فإنني أتخذ قرار السفر بالسيارة بلا تردد . ومع أن رحلتي المزمعة إلى قطر يوم غد تم الترتيب لها منذ فترة ليست بالقصيرة ، إلا أنني أعيش حالة غريبة من التردد لا أعرف لها سببا . ربما تكون هذه هي المرة الأولى في حياتي التي أبحث فيها عن سبب للهروب من هذه الرحلة أو على الأقل تأجيلها . ولكنني عجزت عن ذلك حتى لحظة كتابة هذه السطور ، وسأغادر ظهر الغد بمشيئة الله إلى قطر في رحلة ستدوم يومين اثنين . لم أزر قطر منذ فترة ، إذ أن آخر رحلة لي إليها كانت منذ حوالي الست سنوات . وأتوقع أن أجد هذا البلد وقد أصابه الكثير من التغيير ، إذ أن الصور التي أشاهدها من وقت لآخر تبرز كم العمران المتسارع فيها ، والأبراج الشاهقة التي أصبحت تطبع خط السماء فيها . كثير من الأصدقاء الذين اعتادو السفر إلى قطر ، وحتى بعضهم الذين استوطونوها بشكل دائم ، ينصحونني بتأسيس وجود لأعمالنا فيها ، في ظل ما تشهده من طفرة عمرانية يتوقع لها أن تبلغ ذروتها في إطار الاستعدادات لاستضافة كأس العالم في العام 2022 . في هذه الرحلة سأقوم باستطلاع الأوضاع هناك ، والتعرف على الفرص المتاحة لاتخاذ مثل هذا القرار . ولكنني في الحقيقة لا أجد في نفسي القناعة الكافية بجدوى هذا التوجه ، ولا بحقيقة الجهد التنموي في هذه الدولة الصغيرة على الخريطة الكبيرة بتواجدها على خريطة العمل السياسي والإعلامي في السنوات الأخيرة . المشكلة أن سوق المملكة يعد بحق السوق الوحيد في المنطقة الذي يعج بفرص العمل في هذه الفترة بالنظر إلى كم المشروعات التي نشهدها خاصة في القطاع الحكومي . ومع ذلك فإن كم المشاكل التي نعيشها في هذا السوق يثير بين الفينة والفينة الرغبة في التواجد في أسواق أخرى ، على الأقل بحثا عن مناخ أكثر احترافية في العمل ، وأكثر تقديرا لما نبذله في قطاع العمل الذي نختص به من جهود . على أي حال ، هي رحلة قصيرة إن لم تفد فلن تضر ، وعلى أقل تقدير سأعود منها أكثر فهما لما يحصل في هذا البلد الذي أصبح حديث العالم وشاغل الناس .

هناك تعليقان (2):

  1. أشاركك الرأي في كل ماقلته , بالتوفيق وترجع بالسلامة.تحياتي

    ردحذف
  2. الكثير من الشركات و المكاتب العالميه استهدفت السوق القطرى للطفره التى تحدث و ستحدث بعد اسناد تنظيم كاس العالم . خطوة دخول السوق القطرى من اى مكاتب خليجيه ستجد منافسه شرسه من الخواجات كما نطلق عليهم فى مصر . متعك الله بالرحله و بموفور العافيه
    ايهاب حسن

    ردحذف