التجميل

السبت، 16 أبريل 2011

اليوم الحادي والثمانون

تفضل علينا هذه الليلة أخونا فهد القاسم ، أبو عمر ، باستضافة أعضاء نادي كتاب جريدة الاقتصادية . ضيف الشرف في لقاء الليلة كان سفير المملكة في اليابان وعدد من أعضاء الوفد الياباني المشارك في مهرجان الجنادرية ، واليابان ، لمن لم يعلم بعد ، هي ضيفة شرف المهرجان لهذا العام . تحدث السفير عن مجالات التعاون بين المملكة واليابان ، وتطلعاته ومساعيه إلى توسيع إطار هذا التعاون . فاجأني عندما قال أن اليابان تستورد 30% من استهلاكها من النفط من المملكة ، ومع ذلك فنحن لا نعلم عن اليابان شيئا أكثر من ألعاب بلاي ستيشن وأفلام غراندايزر وأنواع السيارات اليابانية  ، فنحن لسنا إلا شعبا استهلاكيا لا نستطيع أن نوظف مثل هذه العلاقة لتطوير قدراتنا الإنتاجية . قدم أحد أعضاء الوفد اليابانيين ، وهو بالمناسبة اعتنق الإسلام منذ أكثر من أربعين عاما ، قدم عرضا عن الكارثة الأخيرة التي أصابت اليابان ، والصراع الذي أنتجته داخل المجتمع الياباني حول مخاطر استخدام الطاقة النووية . الفيلم الذي عرضه كان مؤثرا بحق ونحن نشاهد تلك الأمواج العاتية التي بلغ ارتفاعها 38 مترا وهي تجتاج مدن الساحل الياباني . أبرز ما شدني في حديث المتحدث هو طريقة تعامل المجتمع الياباني مع الكارثة . كل المجتمع الياباني تضامن مع المتضررين ، مع ملاحظة أن اليابانيين فيهم من الأنفة ما يجعلهم لا يقبلون مساعدة أحد . الحقيقة أن تلك الكارثة لو أصابت أي دولة غير اليابان لكانت الأضرار أفدح بمراحل . وتذكرت حينها معاناة جدة من السيول التي لم تنتج إلا عن كم بسيط من الأمطار مقارنة بذلك التسونامي المدمر . أما عن قضية الطاقة النووية ، فالمعلومات كانت محيرة بالفعل ، فإذا كانت دولة مثل اليابان تقوم بمراجعة استخدامها للطاقة النووية ، ونسمع أيضا أن ألمانيا تعمل على الاستغناء عن مصادر الطاقة النووية في السنوات القليلة القادمة ، فلماذا إذن نسعى في هذا الوقت المتأخر لبناء مفاعلات نووية في المملكة لإنتاج الطاقة ، وهل تم النظر في مثل تلك المخاطر التي تحملها ، أليست الطاقة الشمسية وأشكال الطاقة المتجددة الأخرى بديلا أفضل عن هذا الخيار ، مع العلم أن المملكة لم تكن يوما دولة نووية ، ولا تملك المعرفة التقنية في هذا المجال ، وبالتالي فإن ثمن هذه التقنية سوف يكون مرتفعا جدا مع كل ما تحمله من مخاطر . أليست هذه التساؤلات مشروعة ، وهل يا ترى كانت هذه التساؤلات واردة في أذهان المسئولين عن مشروع الطاقة النووية في المملكة ؟ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق