التجميل

الأحد، 17 أبريل 2011

اليوم الثاني والثمانون

أحد الإخوة الذين يشرفونني بقراءة هذه المدونة طلب مني أن أعلق على الأحداث الجارية في سوريا . وفي الحقيقة كنت أفضل أن أتورع عن الخوض في هذا الموضوع ، خاصة وأن زوجتي نصف سورية من ناحية الأم ، وأخشى أن يكون رأيي حول هذا الموضوع سببا لإغضابها . كما أنني في الحقيقة لا أعرف الكثير عن هذا البلد حتى يمكنني الكتابة عنه . كل ما أعرفه أنه يمثل أحد أشكال الجمهوريات الملكية التي تضحك على شعوبها بانتخابات واستفتاءات صورية تبرر استمرار رأس الحكم وفريقه المسيطر على زمام الأمور ، وأن الفئة الحاكمة تنتمي إلى حزب هو الوحيد والحاكم والمتفرد بكل شئون البلد من السياسة إلى الاقتصاد إلى التجارة إلى التعليم إلى الحكم المحلي وهلم جرا ، وأن قانون الطواريء هو الأداة التي وظفها على مدار خمسين عاما لقمع الشعب وإدارته ، وأن اقتصاد البلد تراجع على مدى هذه السنوات الخمسين ليصبح في ذيل قائمة الاقتصادات العربية بعد سيطرة الفكر الاشتراكي في أوائل تلك الفترة في الوقت الذي كانت دول الخليج وكثير من الدول لا زالت تحبو في مجال الاقتصاد والسياسية والعمل المؤسسي . ولأنني لا أعلم الكثير عن هذا البلد فقد وجدت لزاما علي ألا أكتب عنه ، وأن أحصر حديثي في ما أعلم وما شاهدته بأم عيني ، وأخص بحديثي تلكما الكلمتين الضافيتين اللتين ألقاهما الرئيس بشار الأسد ، ألأولى في مجلس الشعب الذي كان يقاطعه أعضاؤه أثناء الكلمة ليهتف بحياته وزعامته ، والثانية في مجلس الوزراء المعين حديثا ، والذي كان فيه كالأستاذ الذي يلقي على التلاميذ حصة في أصول الإدارة والعمل السياسي . أكثر ما أزعجني في كلتا الكلمتين ليس كم التجاهل لما يعلنه الشارع من مطالب ، ولا الإصرار على استمرار ذات النهج المتفرد الذي استمر على مدى السنوات الخمسين الماضية ، ولكن المزعج حقا هو كم السخرية والتنكيت والضحك الذي سيطر على أسلوب الحديث ، في الوقت الذي كان الكثيرون يبكون شهداءهم الذين تضرجت الشوارع بدمائهم ، ومعتقليهم الذين كانت تدهسهم اقدام رجال الأمن بأحذيتهم العسكرية . هذا كل ما أستطيع قوله عن هذا البلد ، وأرجو أن يكتب الله لهذا البلد وأهله في قابل الأيام ما يرجونه من حرية ورقي وازدهار .

هناك تعليق واحد:

  1. أشكر لك تفضلك في ابداء وجهة نظرك والتي تأتي من انسان عربي عنده مبادىء وقيم حضارية, لكن أرى أن الوضع في سوريا والتغيير إن حصل له تأثيرات ومعطيات جديدة كلياً , لذا فعليناكعروبيين المساهمة ولو بالكلمة والرأي فالكلمة لا تقل شأناً عن جهاد السلاح , وفق الله أهل سوريا للخير والسداد

    ردحذف