التجميل

الجمعة، 8 أبريل 2011

اليوم الثالث والسبعون

أحد الإنجازات الكبرى لوزارة الثقافة والإعلام هو إصدار رخص القنوات الإذاعية المحلية التجارية الجديدة . حسب علمي بلغ عدد القنوات الجديدة حتى الآن أربع قنوات تضاف إلى ثلاث قنوات محلية رسمية كانت تعمل سابقا ، وقناتان تجاريتان كانتا تعملان منذ فترة طويلة لا أدري تحت أي قانون أو نظام بخلاف قانون المعاملة الخاصة . عندما أعلنت الوزارة عن هذا التوجه كنت أحد من أسعدهم هذا الأمر ، حيث أنني أفضل الاستماع إلى الإذاعة في السيارة خاصة مع طول الرحلات البرية التي أقضيها أحيانا في ازدحام طرق الرياض . ومنذ أن بدأت هذه القنوات بالبث أصبح أصبعي ملازما لمفتاح تبديل القنوات في السيارة أقفز بينها بشكل مستمر بحثا عن شيء يستحق الاستماع إليه . غريب كيف استطاعت هذه القنوات أن تخرج بهذا الاستنساخ المبتذل والتكرار الممجوج لبرامجها . كل هذه القنوات تتسابق في توظيف الميوعة والسخف والفرفشة لاستقطاب المستمعين ، ولم أجد بينها جميعا أي مضمون جاد ولو على سبيل التنويع والتوازن . اليوم بعد صلاة الجمعة تنقلت بين تلك القنوات ، فوجدتها جميعا تنقل صلاة الجمعة من مكة المكرمة . غريب أمر هذه القنوات ، لماذا إذن إضاعة الأموال في كل هذه التجهيزات الفنية والتوظيف بين فنيين ومذيعين إذا كانت النتيجة بهذا التكرار والاستنساخ . ألم يكن الأجدى توجيه الاستثمارات لقناة واحدة تقدم مضمونا يستحق الاستماع إليه . كل شيء في هذه القنوات مكرر ، الأغاني والأساليب والبرامج وكل شيء ، وحتى نقل صلاة الجمعة لم يخطر في بال أحد من مديري تلك القنوات أن يخرج فيه عن التقليد ويبادر بنقل صلاة الجمعة من المدينة المنورة مثلا ، أو من الرياض ، أو حتى من المسجد الأقصى أو الأزهر أو الجامع الأموي ، إلى درجة أنني أحس أحيانا أن كل البرامج لكل القنوات يتم وضعها وتصميمها في مكان واحد في الوزارة المعنية ، في مظهر آخر من مظاهر العدالة والمساواة .

هناك تعليق واحد:

  1. صحيح يا باشمهندس وذلك دليل على النظره السطحية وضعف الجودة المجتمعية

    ردحذف