التجميل

الأربعاء، 20 أبريل 2011

اليوم الخامس والثمانون

وصلت إلى دوحة قطر ، وأول الانطباعات السلبية خلقه ذلك المطار المتواضع ، فلا ممرات أنبوبية تتصل بالطائرات ، بل باصات تنقل الركاب كما هي الحال في مطار جدة الذي نخجل من كونه بوابة الحرمين . الشيء الجميل الذي لفت نظري هو أسلوب القيادة في الطرق ، فبالرغم من الازدحام الملحوط إلا أن السيارات كانت تصطف بانتظام عند اشارات المرور ، فلا أحد يتجاوز صفوف السيارات من أقصى اليمين ليحشر سيارته أمام إشارة المرور ، وما من سائق يحشر سيارته بين صفوف السيارات ليصل إلى مقدمة الصف . هذا النمط المنتظم من صفوف السيارات تعودت عليه في دبي ، وكنت أتمنى أن أراه في شوارع الرياض وجدة وكافة المدن السعودية . الكل يقف موقف السواسية عند إشارة المرور . هذا الازدحام في المقابل كان يعطي انطباعا بأن المدينة تشهد حركة صاخبة من السكان والزوار ، وفي المقابل ، كانت مشاهد الأبراج التي أحاطت بكورنبش المدينة ، ومشروعاتها العقارية الجديدة ، وقد خوت من سكانها ، وغرقت في ظلمة قانمة ، تعطي انطباعا سلبيا عن ركود يطبق على المشروعات العقارية الضخة التي تشهدها المدينة . مشهد الأبراج المتكدسة في وسط المدينة يلفت النظر ، ولكنها أبراج خاوية لا يشغلها أحد ، ولا أدري ما هو العائد المتوقع من بنائها ، وهل هي مملوكة لجهات حكومية تتبارى في منافسة حامية مقياسها طول  الأبراج ، أم شركات تروم عوائد حالمة في ظل ما تعد به الدولة من إقبال على السياحة في هذا البلد الذي لا يملك شيئا من مقوماتها . صورة اليوم الأول في قطر لا توحي بأي مناخ يمكن أن يكون واعدا لسوق مجدية ، وهي صورة تضم كثيرا من التزييف والتجميل الذي يعكس صورة الإعلام الذي تبثه قناة الجزيرة . من يرى الجزيرة وغيرها من مصادر المعلومات عن هذا البلد يصاب بالصدمة عند زيارتها والتعرف على واقعها عن قرب ، فهي لا تعدو أن تكون كذبة أخرى من أكاذيب عالمنا العربي المليء بالزيف والمعلومات المغلوطة .

هناك تعليق واحد:

  1. زياد بريجاوي22 أبريل 2011 في 11:43 م

    كلام كبير اللي تقوله , ينبغي التوقف عنده ملياً , أو دراسة الحالة القطرية بشكل موسع وفهم طبيعتها ودوافعها وتحليلها و.............. أعندك الوقت لذلك .

    ردحذف