التجميل

الجمعة، 15 أبريل 2011

اليوم الثمانون

انتهى أسبوع إجازة منتصف العام ، وهو أسبوع مر  بسرعة البرق كما هو حال كل الأوقات الحلوة . حلاوة الأسبوع لم تكن بسبب الإجازة ، إذ لا ناقة لي فيها ولا جمل ، ولكنها حلاوة أسبغها حضور ابنتي من الشارقة . اليوم ككل مرة تغادر فيها وبعد أن أتركها في المطار عشت لحظات من لوعة الفراق . وكأن هذه اللوعة لم تكن كافية حتى يضيف إليها مزيدا من تعكير المزاج أحد موظفي الجوازات في المطار . في كل مرة أوصل ابنتي إلى المطار أرافقها إلى طابور الجوازات ، وفي كل مرة يوقفني الحاجب ليمنعني من الدخول فأجادله بأن دخولي واجب بصفتي ولي أمرها الذي يمنحها الإذن بالسفر . وإلى أن يتغير هذا الحال وتخرج المرأة السعودية من هذه الحالة من التبعية فإنه سيكون لزاما علي أن أصاحبها إلى طابور الجوازات لأمنحها هذا الإذن بالسفر . بعد أن أنهت ابنتي ختم جواز السفر وتركتني وراءها متوجهة إلى صالة السفر حملت ابنتي الصغرى ذات الثلاث سنوات ، والتي رافقتني لوداع أختها الكبرى ، لتلوح لها بيدها وتودعها بابتسامتها البريئة . في خضم هذا الموقف الجياش سمعت صراخا خلفي لم ألق له بالا ليس من قبيل التجاهل ، ولكن لأن الصوت كان ينادي "يازول يا زول " فلم أتوقع بأنه كان موجها لي . فجأة وجدت يدا تمتد إلى كتفي وتهزني بقوة ، فالتفت لأجد أحد موظفي الجوازات ينهرني لوقوفي في هذا المكان ، ويأمرني بغلظة بالخروج . حاولت أن أسيطر على أعصابي ، فقلت له بكل هدوء ، أولا أنا سعودي ، وكوني أسمر البشرة لا يعني أنني زول حتى ولو اختلط عليك الأمر مع كل أولئك الأشقاء السودانيين المغادرين على رحلة الخرطوم . وثانيا لا داعي لهذه الغلظة والعنف في الخطاب ، فأنا لم أرتكب جرما أكثر من التلويح لابنتي المغادرة . لم أجد منه ردا على ما قلت إلا مزيدا من الغلظة ، فتركته وغادرت وأنا أتساءل ، إلى متى يتعامل مثل هؤلاء مع الناس بهذه الغلظة ، وإلى متى ستظل هذه المشاعر العنصرية مسيطرة على أسلوب مثل هذا الموظف ، وإلى متى سيظل هؤلاء واجهة سلبية لبلادنا في هذا الموقع الذي يتطلب منهم أن يقدمو صورة حسنة لضيوف البلد .

هناك 3 تعليقات:

  1. للأسف سوء تعامل موظفي الجوازات لا يتعلق فقط بالعنصرية فهم يسيئون المعاملة مع الكل و كأن الفظاظة و قلة التهذيب هي الأساس.. هذه بالإضافة إلى النظرة الدونية للمرأة التي تسافر دون محرم..

    هنا لا يمكن للمرأة أن تنتهي و تخرج من طوق التبعية و لا بعد ألف عام.. أذكر أن أبي أوصلني للمطار يوما ما و أخبر موظف الجوازات إلى متى البنت كبيرة.. رد بفظاظة و أسلوب مستفز لو عمرها 80 و رأيت في عينيه نظرة احمد ربك نخليها تسافر أصلا..!!!

    ردحذف
  2. ابو سلمان الحمود16 أبريل 2011 في 4:14 ص

    لا اعتقد بانه قال ( يا زول ) ظنا منه بانك من السودان وبالتالي يرغب في التودد لك ، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سأله اليماني ( هل في بر في صيام فم سفر ) فرد عليه الرسول توددا ( ليس في بر في صيام فم سفر ) ، بل هي كلمة اراد بها موظف الجوازات استحقارك ظنا منه بانك غير سعودي ، مثلها مثل كلمة ( رفيق ) وكلمة ( صديق ). لذا فانني اقترح على الجوازات اختيار اشخاص ذوي لباقة وحسن خلق لمثل هذه الاماكن لكونهم واجهة البلاد.

    ردحذف
  3. آه لو يشعر الآخرون بما يسببونه للآخرين من مشاكل من كلامهم معهم.
    مشكلة اعطاء ابنتك أو زوجتك تصريح فهذا طبيعي وفي كل اليلاد العربية ولا تتذمر لأنها تتناسب مع عاداتنا, ديمقراطيتنا لا تسمح بغير ذلك.
    آمل منك التحدث عن الشأن السوري حسب وجهة نظرك وبشكل تحليلي مفصل إذا كنت مستوعباً له بشكل جيد.
    تحياتي

    ردحذف