التجميل

الأحد، 10 أبريل 2011

اليوم الخامس والسبعون

عقدة الخواجة لا زالت متجذرة في نفوس الشعب السعودي وخاصة قطاع الأعمال . أنا شخصيا مررت أثناء حياتي العملية بكثير من التجارب الذي ثبت لي فيها خطأ هذه النظرية بشكل عملي . أذكر أثناء عملي في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أن كنا نستقبل بين الفينة والفينة خبراؤ أجانب من ذوي العيون الزرقاء والشعر الأشقر ليفضو علينا بخبراتهم ومعارفهم الجمة . وكثيرا ما كنا نصدم بضحالة تلك الخبرات والمعارف مقارنة مع المبالغ الضخمة التي يتقاضونها في شكل أجر يومي بالعملة الصعبة . ومنذ ذلك الحين ، ترسخت لدي قناعة مناقضة ، إذ أصبحت أتحاشى التعامل مع تلك الفئة ، وأسعى دوما إلى استقطاب الإخوة العرب إن عجزت عن استقطاب مثلائهم من السعوديين الذين غالبا ما يبحثون عن استقرار الوظيفة الحكومية وما تشجع عليه من كسل . ومنذ بدأت الأزمة المالية العالمية ، اجتاحت المملكة أفواج من الخواجات الذين فقدو فرص عملهم في دبي والمدن الإقليمية الأخرى ، وأصبحت أتلقى سيولا من السير الذاتية لأجانب يطلبون العمل في المملكة ، علاوة على ممثلي الشركات الأوروبية والأمريكية الذين انهلو على السوق وهم يبحثون عن موطيء قدم لهم ولبضاعهم التي كسدت أسواقها في الدول المحيطة . أحد هؤلاء كان أمريكيا من أصل لبناني ، سيرته الذاتية مليئة بالإنجازات والخبرات . عرض هذا الأخ نفسه للعمل معنا ، وأغرتني الفكرة بعد أن وجدته يقبل عرضا ماليا يقل بكثير عن الأرقام التي اعتدت سماعها عن دخول مثل هذا الخبير الأجنبي . وبعد أن بدأ العمل معنا وجدتني أصب في معينه مجمل خبراتي في السوق العقاري السعودي ، وخرج بعد سنة كاملة بمحصلة خبرة مكثفة كانت ستكلفه الكثير لو أنه كان سيدفع مقابلها في أي جامعة أو معهد متخصص . بعد أن اكتفى من الخبرة والمعرفة استقال هذا الخبير دون أن نحصل منه على أي عائد يقابل كم المبلغ المهول الذي قبضه على مدار العام ، وعاد إلى بلاده لينضم إلى أسرته التي ما عاد يطيق فراقها كما قال . اليوم أرسل لي رسالة إلكترونية يقدم نفسه فيها كمدير لتطوير العقارات في إحدى الشركات الخليجية الكبرى في البحرين ، ويطلب اجتماعا معي لبحث سبل التعاون . لا أدري كم بلغت قيمة عقده مع تلك الشركة ، ولكنني أحسست بالغبن من هذا الموقف ، فلو أنني تقدمت شخصيا لتلك الشركة لما حصلت على جزء من قيمة عقد هذا الخبير المستحدث ، مع أنني أنا من زوده بما أصبح يملكه من معرفة ، وأنا من دفع له ليحصل على هذه الخبرة .

هناك 3 تعليقات:

  1. هذه مشكلة من يضع ثقته في غير محلها، من وجه نظري كان من المفترض أن يعاد إلى أهله على أول رحله بعد فترة التجربة
    المؤلم أكثر هو إنكاره لحقك ووعوده خصوصا وأنك أستديت له خدمة

    ردحذف
  2. م.زياد بريجاوي10 أبريل 2011 في 10:32 م

    بالفعل هذه حقيقة لدى الشعب السعودي , ابحث عن الانسان المخلص والذي لديه طموح وقبول للتطوير ستجدهم بالتأكيد ولكن بحثك عن أصحاب الجنسيات المستحدثة وغيرها أغلبهم مثل المرأة المتبرجة وعندما تصحا من النوم تعرف حمالها الحقيقي .
    على كل حال هذه أحسبها لك جرأة بالاعتراف ومراجعة النفس والغير لا يحاسب نفسه زبفبد غيره من تجاربه الشخصية

    ردحذف
  3. اخي الكريم ما بالك الان بالافواج الكبيرة التي تأتينا من اليونان بسبب ارتفاع نسبه البطاله الان وكذلك من جنوب
    افريقيا وانا الان اتكلم من التجربه والمشكله التي يستقدمهم علي وظائف الشاب السعودي بامكانه القيام بها
    المحاسبه والاعمال السهله وهذه الشركه هي للاسف ارامكو ويقال عنها انها ارامكو السعوديه بل انها الاجنبيه

    ردحذف