التجميل

الجمعة، 13 مايو 2011

اليوم 108

عندما اخترت شراء منزلي في حي الورود بمدينة الرياض قبل أكثر من أربع سنوات كنت أظن أنني قد أحسنت اختيار الحي ، فهو حي يتميز بالتنظيم ومستوى جيد من الوحدات السكنية وارتقاء المستوى الاجتماعي لساكنيه ، علاوة على اكتمال الخدمات فيه ، وقربه من محاور الحركة الرئيسية للمدينة ، وقربه كذلك من كل ما يحتاجه المرء من خدمات ومتاجر ومغاسل وغير ذلك . ومنذ أن بدأ تنفيذ طريق الملك عبد الله قبل حوالي السنتين بدأت رحلة معاناة مملة من كم الازدحام الذي خلقته تحويلات الطرق في المشروع ، وانتقال الحركة من ذلك المحور الرئيسي إلى الشوراع الفرعية في الحي . ومنذ يوم أمس ، يبدو أن تنفيذ مشروع آخر في ذات المنطقة قد بدأ بالفعل ، وهو مشروع امتداد طريق العروبة داخل أرض المطار القديم . ومع بدء التنفيذ كذلك تم وضع عدد من تحويلات الطرق على طريق الملك عبد العزيز الذي أصبح مليئا بالتحويلات على طول امتداده . وها نحن نبدأ رحلة جديدة من المعاناة لا أدري كم ستطول بعد أن كنا بدأنا نتنفس الصعداء مع قرب إنجاز مشروع طريق الملك عبد الله . ومع أني لا أدري ما السبب الذي يجعل كل هذه المشاريع تتم في وقت واحد ، سوى أن الأمانة قررت الاستعجال في التنفيذ قبل أن تقفل حنفية ضخ الأموال من وزارة المالية ، إلا أن هذا الواقع جعلني أحس بشيء من الندم لاختيار السكن في هذا الحي . ما يزيد الطين بلة في هذه المعاناة ظاهرة تكدس المراكز التجارية الكبرى داخل المدن . فطريق الملك عبد العزيز في موقع تقاطعه مع طريق الملك عبد الله يضم مركزين تجاريين كبيرين جنبا إلى جنب . هذا الخلل في تحديد مواقع المراكز التجارية جر الويلات على سكان الأحياء المحيطة بهما نتيجة لكم الازدحام الرهيب حولهما ، خاصة مع التحويلات التي تم وضعها في تلك المنطقة . وعندما أتذكر في المدن التي زرتها في أنحاء العالم كيف أن المراكز التجارية الكبرى تقع على أطراف المدن ، وليس داخلها ، أتعجب من هذه العشوائية التي تسم أنظمة التخطيط واستخدامات الأراضي في مدننا ، وكيف أنها تفتقر إلى أبسط قواعد دراسات التأثيرات المرورية والبيئية على المناطق المحيطة بها . أمامنا إذن عدد من السنوات الذي يعتمد على كفاءة مقاول المشروع أرجو الله أن يرزقنا فيها الصبر على ما سنعيشه فيها من معاناة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق