التجميل

الاثنين، 23 مايو 2011

اليوم 118

قديما قال أحد الشعراء ، ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ... عدوا له ما من صداقته بد . ومن وقت لآخر ، أجد هذا العدو شاخصا في حياتي أمام ناظري ، وأود لو أني أبوح له بما أحمل له في نفسي من مشاعر . ومع ذلك ، أجدني مضطرا إلى التعاطي معه ، محتملا كما كبيرا من الضغط النفسي المحبط ، الذي غالبا ما ينجر انفعالا على أقرب الناس إلي ، ولهم مني في ذلك كل الاعتذار وطلب العفو . كنت قد قررت منذ فترة أن أسيطر على هذه المشاعر ، وأن أحاول التعامل مع عموم الناس ، خاصة من يفرض وجودهم والتعامل معهم واقع الحاجة والمصلحة المباشرة ، بكثير من التسامح والأريحية . هذا الأسلوب في التعامل أراحني كثيرا ، وخلف في نفسي شعورا بالسكينة والهدوء بعيدا عن انفعالات الحياة . ومع ذلك ، فإن هناك صنفا من الناس لا ينطبق عليه هذا المنطق ، ولا يمكنني أن أملك نفسي أمامه ، خاصة عندما أجده وقد فسر موقفي على محمل الضعف والاستكانة ، وأصبح يتمادي في التعدي والتحدي . وأحمد الله على أن هذا الصنف من الناس لا يمثل غالبية في محيطي الواسع ، إلا أن هذا العدد القليل منهم يجعل يوما مثل يومي هذا مليئا بالتوتر والانفعال وقلة الراحة . أحد هؤلاء شخص مصري الجنسية ، وليس كل المصريين من هذا الصنف ، وليس هذا الوصف حكرا على المصريين . هذا الشخص يعمل مديرا لأحد مشروعات المكتب ، وهو ليس على كفالة المكتب ، بل على كفالة أحد الأمراء المتنفذين ، الأمر الذي جعله يتعامل معنا من موقع قوة ، متسلحا بدعم هذا الأمير وعنفوانه ، ومتسلحا كذلك بحاجة المشروع إليه ، وتمسك مالك المشروع به ، خاصة وأنه أفلح في الإمساك بخيوط المشروعات وحجر معلوماته لديه . هذا الشخص بدأ منذ فترة بممارسة أساليب الضغط ولي الذراع للحصول على مكتسبات ليست من حقه ، في مخالفة صريحة لعقد العمل الذي التزم به . وانطلاقا من الحرص على المشروع الذي يديره ، فقد اضطررنا إلى تقديم التنازلات الواحد تلو الآخر ، وفي كل مرة يزيد هذا الرجل من تعنته وطمعه ، ويمعن في البحث عن مكاسب جديدة . الأكدأ أن هذا الرجل رأى أن أسلوب الطلب بأدب ربما يعبر عن ضعف من ناحيته ، وآثر أن يسلك سبيل التهديد والوعيد متسلحا كما قلت بحماية ذلك الكفيل النافذ ، دون أن يعتقد أو يفهم أن تلك التنازلات ليست إلا كرما منا ، وتقديرا لأهمية المشروع ، واحتراما وإكبارا للقائمين عليه . مثل هذا الشخص لا ينفع معه أسلوب التسامح في التعامل الذي كنت قد تبنيته منذ زمن ، ويبدو أن الوقت قد حان لأن أقف وقفة حازمة تجاهه . وأما عن المشروع ، فإنه يبدو أنني سأضطر إلى أن أدير شئونه بدون هذا الشخص ، معتبرا أنه كان أحد شهداء الثورة المصرية . وليته كان ، على الأقل كنت سأدعو له بالرحمة بدل أن أدعو عليه بأن يخلصنا الله منه على خير حال .

هناك 3 تعليقات:

  1. زياد بريجاوي23 مايو 2011 في 2:51 م

    تعاملك سليم والطيب أحرص عليه والسيئ مثل صاحب المثال أطرده يوجد أناس ممتازين ستجدهم معك .
    توكل على الله فيما اتخذته من قرار.

    ردحذف
  2. كما قال المتنبي
    ومن العداوة ما ينالك نفعة ... ومن الصداقة مايضر ويؤلم

    ردحذف
  3. الله يرحمنا و يرحمك من هؤلاء الاشخاص

    ردحذف