التجميل

الجمعة، 20 مايو 2011

اليوم 115

التقيت صباح اليوم في أحد المقاهي بأحد مراكز دبي التجارية بأخ مصري الجنسية من المقيمين في هذه المدينة منذ ثلاث سنوات كما قال. خضت مع هذا الأخ نقاشا حول موضوع الثورة المصرية وغيرها من الثورات التي يشهدها العالم العربي هذه الأيام. موقف هذا الأخ المصري بالمجمل كان معارضا للثورة ، ومتعاطفا مع الرئيس المخلوع وزمرته الحاكمة فيما يواجهونه من تحقيقات ومحاكمات واحتجاز في السجون. موقف هذا الأخ المصري بدا لي غريبا كمن يغرد خارج السرب ، في خضم تلك الهجمة الشعواء التي يشنها جل أبناء الشعب المصري على طغمة الحكم البائد ، والتي كان آخرها جمعة اليوم التي رفعت راية معارضة التصالح مع النظام البائد . سرد هذا الأخ مجموعة من الاتهامات والمواقف التي تؤسس في مجملها موقفا معارضا للثورة ، ومحبذا لاستمرار العهد السابق . هذ الموقف كنت قد خضت نقاشا حوله مع أحد الإخوة الأسبوع الماضي عندما قال أن هذه الثورات التي يعيشها العالم العربي جرته عشرين سنة إلى الوراء . قلت له حينها ، عندما يسلك المرء طريقا خاطئا ثم يكتشف خطأ هذا المسلك فإن عليه إن يعود إلى الوراء ليسلك الطريق الصحيح . ومن ثم ، فلا ضير من الرجوع إلى الوراء في حالة الأنظمة العربية إذا كان هذا الرجوع سبيلا لتصحيح الوجهة . حكام الأنظمة العربية جمهورية الشكل ملكية التطبيق باتو يرفعون راية الإصلاح منذ أن بدأت الثورات تجتاح شعوبهم ، وأسمع من بعض من ينتمون إلى هذه الشعوب ، ومنهم بعض الإخوة السوريون ، حديثا يشيد بهذه المبادرات الإصلاحية من هؤلاء الحكام ، ويستنكر عدم قبول شعوبهم لها واستمرار المظاهرات المطالبة بالتغيير وإسقاط الأنظمة . وأقول لهؤلاء ، إن هذا الإصلاح المفتعل لن يحقق أي جدوى ، ولن يجد أي قبول ، طالما تجاهل عنصره الأساسي ، وهو إصلاح النظام السياسي الذي يتطلب قبول مبدأ انتقال السلطة في تلك الدول . وأي إصلاحات يقدمها الحاكم دون أن يبحث مبدأ بقائه في الحكم لن تتعاطى معها تلك الشعوب بأي مصداقية . هذا الأخ المصري أنكر حديثي ، واتهمني بازدواجية المعايير . فكيف لي أن أقف هذا الموقف وأنا أنتمي لبلد ملكي النظام أحادي الحكم . قلت له أننا في المملكة نعلم طبيعة النظام ، ولم يضحك علينا أحد بنظام جمهوري ديموقراطي تتم ممارسته وفق الأسس الملكية . ومع ذلك ، فإن لنا أن نطالب بالتصحيح والإصلاح ، خاصة فما يتعلق بأمور المعيشة والتنمية . فالحكم والسلطة ليست هدفا في حد ذاتها ، ولكنها وسيلة لتحقيق الرخاء ورغد العيش للناس . وطالما تحقق هذا المطلب ، فمرحبا بالملكية ، ومرحبا بأحادية الحكم .

هناك تعليق واحد:

  1. م.زياد بريجاوي20 مايو 2011 في 12:53 م

    هذا الموضوع يهمني جداً , وأنا متفاعل معه لأقصى حد لأنني أعتير من أعانيه من غربة وحرماني من سبل مشاركاتي الحقيقية في بلدي في منظماته وفعاليته الاقتصادية والسياسية وغيرها.
    صديقك المصري هو انسان منتفع منه لأن النظام السابق أخذ حقه وحق غيره في الحكم وخرب البلاد وهجر العباد.
    موقفك م. خالد أتوافق معه وأنا ضد الذين يعادون التغيير الايجابي لأنهم أناس يرتضون البقاء مكانك والآخرون يتقدمون.
    أتمنى مناقشتك في الموضوعإن كنت ترغب بذلك مع ترك حرية تحديد الوقت المناسب لك.

    ردحذف