التجميل

الثلاثاء، 24 مايو 2011

اليوم 119

هذا هو اليوم الثالث على التوالي الذي أصل فيه إلى المنزل في هذا الوقت المتأخر بعد يوم طويل مجهد . الساعة الآن قاربت الحادية عشرة والنصف ليلا ، وها أنا أكتب هذه السطور وأنا بالكاد أفتح عيني أمام الشاشة . وعلى مدى الأيام الماضية ، ومع عودتي إلى المنزل في هذا الوقت المتأخر ، لاحظت استمرار العمل تحت الأضواء الكاشفة في مشروع طريق الملك عبد الله . هذا الأمر بدا لي كما لو أنه مؤشر على قرب افتتاح الطريق ، إذ يبدو أن هناك رغبة عليا في الإعلان عن انتهاء بعض إنجازات المشاريع قبل حلول إجازة الصيف ومغادرة الناس أرض الوطن في رحلات الصيف السياحية . وهو ما يمكن أن يكون الدافع أيضا وراء ذلك الافتتاح الشكلي المزيف لمشروع جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في الأسبوع الماضي . هذا هو ما رأيته بأم عيني في زيارتي للجامعة قبل يومين ، على عكس ما عرضته صور افتتاح المشروع على شاشات القنوات السعودية التي نقلت الخبر ومراسم حفل الافتتاح . مرافق الجامعة ومبانيها ومنشآتها بشكل عام لا زالت تعيش حالة من عدم الاكتمال ، ولا يوجد أي مرفق يمكن أن يعد في حكم الانتهاء والتمام ، أو ما يسمى في المصطلح الهندسي "قابلا للاستخدام" . لم أفهم حينها ما الداعي لهذا الاستعجال في تنفيذ المشروع ، وهذا الاستعجال في افتتاحه ، وكأن هذا المشروع سيحل أزمة البطالة والتعليم والازدحام وغلاء الأسعار وكل المشكلات التي نعيشها كل يوم . والأسوأ من ذلك ، أن تسارع العمل في المشروع قد خبا بعد حفل الافتتاح ، وأصبح الجميع في الموقع ، عمالا ومهندسين ، يعملون باسترخاء وتساهل ، وكأن الهدف من المشروع قد تحقق ، ولا يهم بعد ذلك إن بدأت الدراسة فعليا في الجامعة العام القادم أو الذي يليه . ما رأيته في موقع المشروع ، وأعتقد أنني أملك من الخبرة وعين التخصص ما يكفي لأن يكون حكمي منطقيا ، يؤكد أن المشروع لن يكون جاهزا للاستخدام الآدمي قبل ستة أشهر على الأقل . هذا على مستوى المباني والمرافق فقط ، وسيتلو ذلك أعمال التأثيث والتجهيز والتوظيف وغير ذلك مما يمكن أن يمد موعد بدأ التشغيل الفعلي مددا إضافية ، آمل آلا تصل إلى تلك المدة التي تطلبها إطلاق العمل في مدينة الملك فهد الطبية في سالف الأيام . الفارق بين افتتاح جامعة الأميرة نورة وطريق الملك عبد الله هو أن الأول لا زال متواريا خلف أسوار عملاقة وبوابات مغلقة ، وهو بالتالي بعيد عن أعين الناس والإعلام . بينما طريق الملك عبد الله مكشوف للعيان ، ولا يمكن أن يدعي أحد انتهاء العمل فيه دون أن يكون كذلك بالفعل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق