التجميل

الجمعة، 27 مايو 2011

اليوم 122

اليوم هو يوم دورية الجمعة الأسبوعية في منزل أخي الأكبر ، وهي الدورية التي يجتمع فيها الإخوة وبعض الأقارب من العائلة ، ولولاها لمرت الأيام والأسابيع والشهور دون أن نلتقي في خضم شئون الحياة . أفضل طريقة لعمل أي شيء هي تحديد موعد ثابت له ، والسعي إلى الالتزام به . وبدون تحديد مثل هذه المواعيد لأي شأن من شئون الحياة فسيظل هذا الشأن يسقط من قائمة الأولويات تحت ضغط المستجدات المتلاحقة . منزل أخي الأكبر ليس بعيدا عن منزلي ، ولكن تحويلات طريق الملك عبد الله ، والتحويلات الحديثة على طريق الملك عبد العزيز ، كلها تجعل من رحلتي قصيرة المسافة رحلة مضنية أصارع فيها زحام السيارات التي تتزاحم لعبور أعناق الزجاجة في تلك التحويلات . ويصبح السبيل الأمثل للهرب من ذلك الازدحام هو سلوك الطرق والمسالك الفرعية داخل الأحياء ، وهو ما أعاد إلى ذاكرتي تلك البقعة من العمران العشوائي التي تقع خلف مبنى إدارة المساحة العسكرية بحي المرسلات ، إذ يأخذني كل جمعة طريقي المختصر إلى منزل أخي بمحاذاة هذه البقعة . كانت أول مرة أعلم عن هذا التجمع العمراني العشوائي أثناء دراستي في كلية العمارة بجامعة الملك سعود منذ أكثر من 25 سنة . ومنذ ذلك الحين لم تتمكن أمانة منطقة الرياض أو إمارتها أو أية جهة أخرى من معالجة هذا التجمع الذي يشوه ذلك الحي الراقي من أحياء المدينة . وكلما مررت بمحاذاة هذا التجمع كل جمعة يتجدد تساؤلي عن هذا العجز الذي أراه حيال حل هذه المشكلة طيلة هذه الفترة ، وهي التي يبدو أنها سقطت من اهتمامات الأمانة أو حتى من ذاكرة مسئوليها . الأمانة عجزت أيضا عن حل مشاكل أخرى في المدينة كتب على سكانها أن يتأذو بمنظرها كل يوم . ومن تلك المشاكل المباني المهجورة لفترات طويلة ، وبعضها يقع على طرق رئيسية أو في مواقع هامة وذات قيم عقارية مرتفعة . من هذه المباني مبنى مخابز العرفج في حي الورود ، ومبنى شركة كندا دراي في حي الملز ، ومبنى مزكر مشاعل الرياض على طريق الملك بجوار مجمع الفيصلية الشهير ، وغيرها الكثير من المباني التي تشوه وجه المدينة . ربما يكون أصحاب هذه المباني والمواقع من الملاءة المالية بحيث أنهم لا يهتمون لما يمكن أن يعود عليهم من جدوى من تطوير وتشغيل هذه المباني ، ولكن أين الأمانة من هذه المشكلة ، وهي المسئولة عن المحافظة على مظهر المدينة ، خاصة وهي قد رفعت راية أنسنة المدينة ، وحققت في هذا المجال منجزات تستحق كل التقدير .

هناك تعليق واحد:

  1. م.زياد بريجاوي28 مايو 2011 في 7:25 ص

    جميلة تلك المدونة التي تتالى أمامي فآنس بها وأعيش بها وأتعلم منها , وخاصة فيما يتعلق بحياتنا اليومية وأحداثها .
    تحية كبيرة لك ولك منك كل التقدير والاحترام

    ردحذف