التجميل

السبت، 21 مايو 2011

اليوم 116

تشهد أجواء المملكة هذه الأيام عددا من الحملات التي يقودها ناشطون وناشطات لحشد زخم المطالبة والمناداة بإنجاز بعض التغييرات التي طال الحديث حولها دون أن يتم التعاطي معها بما تستحقه من جدية . من هذه الموضوعات موضوع قيادة المرأة للسيارة الذي يبدو أنه أصبح موضوعا لحملة تقودها مجموعة من السيدات على صفحات الفيس بوك تحت عنوان "مبادرة سأقود سيارتي بنفسي . "ونظرا لما أعيشه هذه الأيام من معاناة جراء هرب سائق واختفاء آخر من طاقم العمل المنزلي ، فإنني أجد نفسي منحازا لهذه المبادرة ومتعاطفا معها . والحقيقة أن الجدل حول مخاطر وأعباء وجود السائقين في المنازل أصبح مملا من كثرة تكراره ، ومع ذلك فإن المبررات والذرائع التي يسوقها معارضو هذه التوجه لا زالت تتفوق على كل تلك المخاطر بالرغم من كونها مبررات واهية تستند إلى مبدأ سد الذرائع الذي غلب على كثير من شئون الحياة في مجتمعنا . وحيث أنني عدت من دبي يوم أمس حيث تقوم ابنتي هناك بتلقي تدريب على القيادة للحصول على الرخصة الأولى لأنثى في العائلة ، فإنني آمل أن تتمكن من استخدام هذه الرخصة في بلدها بعد أن تنهي دراستها هناك . ولأن مثل هذا التغيير سوف ينتج عنه بالتأكيد كثير من الممارسات الخاطئة ، خاصة في ظل ما يعانيه المجتمع من خلل في السلوكيات الفردية ، فإنني آمل أن يكون حال المجتمع في التعاطي مع هذا التغيير قد تجاوز هذه السلبيات حين تكون ابنتي قد عادت إلى الرياض بعد إتمام دراستها هناك بعد حوالي الثلاث سنوات . السؤال هنا ، كم هو حجم الصراع الذي سيخوضه المجتمع بين القبول والرفض لهذا التغيير قبل أن يصبح حقيقة واقعة . سؤالي هذا يأتي من ذلك العدد من الصفحات المعارضة لهذه المبادرة التي رأيتها على الفيس بوك أيضا ، والتي رفع بعضها راية التلويح بالعنف والتهديد بالعصا لمن تسول له نفسه بمساندة هذه المبادرة أو تطبيقها . وفي ظل هذا المناخ من غياب الديموقراطية وسيطرة فرض الرأي بالقوة ، فإنني أجزم أن هذه القضية لن تنجو من كثير من الصراع مع أنها لا تعدو أن تكون ممارسة طبيعية لحق من حقوق الناس سبقتنا إليه شعوب الأرض قاطبة ، حتى تلك الدول التي كانت حتى الماضي القريب تحبو حبوا في مسار التنمية والتحضر .

هناك 4 تعليقات:

  1. زياد بريجاوي21 مايو 2011 في 1:49 م

    لم ولن ولا تحلم بقيادة المرأة في السعودية بالزمن القريب.
    أم تريدني أن أجاملك.
    الأمر متشابك ويدخل فيه أن مناصري قيادة المرأة هم ليبراليون علمانيون يودون تخريب المجتمع وحلها ذا بتنحل.
    التعاطي بهذا الموضوع مضيعة للوقت وزيادة للتصلب من الطرف الآخر.

    ردحذف
  2. لا أتمنى أن يطبق قرار قيادة المرأة للسيارةفي وقت قريب و لو ضمن شروط صارمة.. مازلنا بحاجة للكثير من الوقت لتقبل المجتمع لهذه الفكرة..و لا أعتقد أن مجتمعنا بالنضج الذي سيتعامل مع خطوة كهذه برقي تام

    ردحذف
  3. أولا يجب أن تتغير العادات قبل أن تحلم بتغيير الأنظمة.
    المجتمع الذكوري في المملكة لا يستطيع أن يتعامل مع المراءة إلى بواسطة الهاتف فقط.
    يجب أن تكون هناك دورات توعوية لدمج المجتمعين الذكوري والأنثوي معا من خلال البدء بتطبيق عمل المرأة في المحلات والأماكن المخصصة لبيع المستلزمات النسائية حتى يتم التعود على التعامل معهم و تواجدهم بالأماكن العامة .
    ثم أخيرا بعد تحقيق هذه التطلعات السابقة عندها يمكنك أن تحلم بالسماح بقيادة المرأة.

    ردحذف
  4. أخونا م. أشرف حسن يقول :

    الحل هو في النقل العام المأمون النظيف الراقي
    في أوربا كلها الحريم كلها تسوق لكن مع ذلك النقل العام هو الاساس .......لو أضفنا النساء لمجموع السائقين لزدنا العبء على الطرقات وفي ظل انعدام المواقف الكافية وزحمة السير وجنون بعض السائقين وربما أغلبهم فلن تقبل امرأة بقيادة السيارة اللهم الا في بعض الطرق المريحة وفي غير اوقات الذروة ولن نأمن على بناتنا من السياقة...... ياراجل انا نفسي أبغى واحد يسوق عني

    ردحذف