التجميل

الاثنين، 9 مايو 2011

اليوم 104

نعيش في الرياض منذ أكثر من عشرة ايام أزمة مع المياه التي يتكرر انقطاعها بشكل مزعج ، وأصبح منظر صهاريج المياه التي تجوب شوارع الأحياء منظرا مألوفا . قبل عدة أيام كتب لي أحد الأصدقاء اقتراحا بتنظيم مسابقة لأسوأ مؤسسة في عدد من القطاعات ، ورأى أن شركة المياه الوطنية ستكسب المركز الأول في قطاع الخدمات في هذه المسابقة . وهذه الأيام أحسست بالمعاناة التي عبر عنها ذلك الصديق الذي يبدو أن ذاق الأمرين في أوقات سابقة . والمشكلة أن انقطاع المياه لهذه المدد الطويلة يحصل دون أن يظهر أي مسئول ليبرر هذا الخلل ويعتذر عنه . وفي المقابل ، فكلما ذهبت إلى شركة المياه الوطنية لطلب صهريج مياه يسعف العطاشى في المنزل أجد ذات السحنة الساخطة والتعامل الفوقي من موظفي الشركة . وعندما أطرح سؤالا بريئا عن سبب هذه الانقطاعات ، أو متى ستحل هذه المشكلة ، تجد الجواب المعتاد بأن هذا الأمر يخص إدارة أخرى من إدارات الشركة ، مع أن هذه الإدارة هي التي تتعامل مع الجمهور . وإذ يبدو أن الشركة استوعبت عددا كبيرا من موظفي قطاع المياه في الوزارة في إطار عملية الخصخصة ، فإن الشركة لا زالت مثلها مثل العديد من نماذج الخصخصة الصورية التي تمارس ذات اسلوب العمل بالفكر والعقلية الحكومية التي تعتمد الفوقية وفرض الأمر الواقع والتعامل الفج . اليوم طلبت حجز موعد للحصول على صهريج مياه الإنقاذ اليومي المعتاد ، فأفادني الموظف بأن الموعد سيكون يوم الغد . قلت له ، كيف لنا أن نصبر بلا ماء إلى الغد . قطب حاجبه وقال .. هذا الموجود إن أردت . قلت له ، أما من حل آخر ، قال بلى ، صهاريج المياه التي يديرها أفراد من العمالة التي تجتمع عند مخرج 7 في الطريق الدائري ، وعقب بالتنبيه على أن هذه العمالة تمارس البيع في سوق سوداء تبيع المياه بأسعار مضاعفة . إذن فالشركة تعلم أن هناك سوقا سوداء للمياه ومع ذلك آثرت الصمت . لا أدري إن كان أولئك الباعة في سوق المياه السوداء يعملون تحت حماية ومظلة أحد ما ، ولكنهم بالتأكيد يقطفون ثمرة فشل شركة المياه ، وفوقها وزارة المياه ، في توفير أحد أهم حاجيات الإنسان في هذا البلد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق