التجميل

الأربعاء، 25 مايو 2011

اليوم 120

حضرت ليلة البارحة ندوة ثقافية في منزل أحد أصحاب الدوريات الأسبوعية التي يعج بها الحراك الثقافي والاجتماعي في المجتمع السعودي . وأنا لست في العادة من المدمنين على هذه الدوريات ، فدوريتنا الوحيدة دورية عائلية أجتمع فيها مع إخواني وبعض الأقارب كل جمعة . ولكنني حضرت دورية البارحة بدعوة من رئيس جمعية أواصر ، وهي لمن لا يعرفها جمعية خيرية تعنى برعاية شئون الأسر السعودية في الخارج . وحسب تعريف نطاق اختصاص هذه الجمعية ، فإن الأسر السعودية في الخارج التي ترعاها الجمعية هي تلك الأسر التي نشأت عن زواج السعوديين من الخارج ، وأغلبه زواج سري وغير نظامي كونه يتم دون موافقة مسبقة من وزارة الداخلية ، ثم أصيبت هذه الأسر بالتشتت نتيجة لوفاة عائل الأسر أو وقوع الطلاق أو هجره لأسرته وأبنائه وراء ظهره في شكل من أشكال الممارسات التي لا يمكن وصفها إلا باللا إنسانية . تذكرت صورا شتى من قصص الزواج من الخارج التي تعد في نظري شكلا من أشكال الدعارة المقننة أو المشرعنة . فأولئك السعوديون الذين يرتادون مكاتب الزواج في جاكرتا ، أو بيوت الخاطبات في سوريا ومصر والمغرب ، بحثا عن زواج هدفه المتعة السرية ولكن بشكل شرعي ، هؤلاء لا يسعون إلى بناء أسر مستقرة ، وهم بذلك أبعد ما يكونون عن الهدف الحقيقي من الزواج . أنا لست ضد التعدد ، فهو أصل شرعي أباحه ديننا الحنيف . ولكن ممارسة هذا الحق الشرعي بهذا الشكل امتهان للدين وتشويه لمبادئه . أنا في الحقيقة لا أرى فرقا بين من يمارس الزواج الشرعي بهذا الشكل ومن يمارسون علاقات غير شرعية مدفوعة الثمن ، فكلاهما يبحث عن متعته وإشباع شهوته ، والفارق بينهما هو تلك الورقة والشاهدان المأجوران لتسبغ على هذه العلاقة صفة الشرعية . أذكر أن أحد معارفي القدامى كان يسافر من وقت لآخر إلى إندونيسيا ليبحث في كل مرة عن زوجة جديدة ، وفي كل مرة يحضرها إلى المملكة على أنها خادمة منزلية ، ويسكنها في بيته لتخدم زوجته وأبناءه عندما يكونون في المنزل ، وتخدم شهواته عندما لا يكونون فيه . وبعد أن يمل هذه الصحبة فهو لا يتردد في تطليقها وتسفيرها ليتبعها بعد حين بحثا عن أخرى . هذا الأخ وأشباهه ، وهم كثر بكل أسف ، لا أدري على من يضحكون ، أعلى أنفسهم ؟ أم أهليهم ؟ أم على الله عز وجل ؟ .

هناك تعليق واحد:

  1. زياد بريجاوي25 مايو 2011 في 2:27 م

    هؤلاء الناس لا يرجى منهم خير , يلحقون شهولتهم , ويتعاملون بالكذب مع من حملهم والخداع واستغلال فقر الآخرين والاخلاء بهم في لحظة وتركهم للزمن.
    آمن من هؤلاء الناس , آه

    ردحذف