التجميل

الثلاثاء، 31 مايو 2011

اليوم 126

قضيت اليوم معظم يومي في القاهرة أحاور وأناور في أروقة بيروقراطية القنصلية السعودية في القاهرة . غريب كيف استطاعت القنصلية أن تمد يد البيروقراطية التي نعيشها في بلادنا إلى أذرع القنصليات والسفارات والممثليات في الخارج . حتى في مصر ، هذا البلد المشبه بالبيروقراطية ، تصبح ممارسات العمل في ممثليات المملكة أكثر تشبعا بالتعقيد والورقيات والأخذ والرد . يقولون أن البيروقراطية ولدت في بريطانيا ، وتضخمت في مصر ، ومن ثم انتقلت إلى المملكة عبر خبراء الإدارة المصريين ، وأبدع السعوديون في صقلها بمزيد من التعقيد والإجراءات والأعمال الورقية . وبعد أن أنجزت بحمد الله ما جئت لأجله إلى القاهرة في هذا الوقت العصيب ، توجهت بسؤال بسيط إلى المسئول عن صالة السعوديين في القنصلية السعودية بالقاهرة . سؤالي كان ، إذا كان الإجراء الذي طلبت إنجازه هو إجراء جائز من الناحية القانونية ، فلماذا رفضت وزارة الخارجية قبول إتمامه لأكثر من خمس مرات عندما قدمنا ذات الطلب عبر بوابتها الإلكترونية . وإذا كان الإجراء غير قانوني فكيف تم إنجازه لمجرد حضوري إلى مقر القنصلية . هل الأمر يتعلق بمصداقية طالبي التأشيرات ، وبالتالي فإن لإدارة القنصلية القدرة على الحكم على صاحب الطلب ومصداقية طلبه بمجرد حضوره إلى القنصلية ، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون ممارسة بيروقراطية لإذلال وإنهاك رجال الأعمال لإنجاز متطلبات أعمالهم . ثم هل الأمر يسري على كل رجال الأعمال دون استثناء ، أم أنه يمس فئات دون فئات . لا أظن أن فلان العلاني ، وعلان آل فلان ، يقوم مضطرا بالسفر من المملكة إلى أي بلد آخر لإتمام إجراء يتعلق بوزارة الخارجية أو أي وزارة أخرى . ولكن هذه الفئة التي أنتمي إليها من المحسوبين على رجال الأعمال كتب عليها أن تعاني الأمرين في كل المستويات ، فلا هي من حصلت على امتيازات رجال الأعمال من نفوذ وتمويل ومكانة اجتماعية وغير ذلك ، ولا هي من كانت في موقع الموظفين الذي يحصلون آخر كل شهر على راتب ثابت مستقر بعيدا عن مخاطر العمل والتدفق النقدي ومسئوليات الموظفين وعثرات التحصيل وهضم الحقوق . هذا الوضع المعلق بات منهكا ومستزنفا إلى حده الأقصى ، فهل إلى خلاص من سبيل ؟ .

هناك تعليق واحد:

  1. م.زياد بريجاوي2 يونيو 2011 في 1:24 ص

    فعلا أنت تعاني من ذلك , ولو بقيت موظفاً , لكنت مرتاحاً وأمورك عال العال وهناء البال نصيبك , والايجابية الأساسية هي أنك كالسكين الحادة من جانبيها وذلك لكثرة سنها على مدار الأيام , الله يوفقك ولك الله والمؤمن مبتلى وعلاجه الصبر والجزاء كبير إن شاء الله.

    ردحذف