التجميل

الاثنين، 3 أكتوبر 2011

اليوم 251

نحن الآن على مشارف نهاية الأسبوع الأول من شهر ذي القعدة ، ولم يتبق إلا شهر ونيف على موسم حج هذا العام ، ولا زالت الكثير من حملات الحج ترد على اتصالاتي المتكررة بأنها لم تقم بعد بتحديد أسعارها . نتيجة الاتصالات بخلاف هذا الرد تمخضت إما عن أسعار فلكية يبدو أنها حددت انسجاما مع مجمل مسار الأسعار المتصاعد في كل شئون الحياة ، وإما عن الاعتذار اللبق أحيانا والفج أحيانا عن تسجيل السعوديين لاختصاص بعض هذه الحملات بخدمة غير السعوديين . لا أدري ما هو المبرر وراء مثل هذا الفصل العنصري ، والآظرف أنه جاء معاكسا لما توقعت ، فالحملات التي تقبل تسجيل السعوديين تقبل تسجيل من هم من غير السعوديين ، بينما تختص حملات أخرى بخدمة غير السعوديين فقط . ويبدو أن معايير الخدمة الموجهة لخدمة غير السعوديين هي أدنى مما يتوقع القائمون على هذه الحملات قبوله من قبل السعوديين . وبالحديث عن أسعار الحملات التي حصلت عليها حتى الآن ، فإنها تحوم حول رقم العشرة آلاف ، وتصل إلى حوالي العشرين ألفا في بعضها . لا أدري ما الذي تقدمه هذه الحملات ليبرر هذه الأسعار المرتفعة بالنسبة إلى قدرات غالبية الناس ، ومع ذلك فإنني أتساءل عن تلك الحملات الخاصة التي تبلغ أسعارها أرقاما تزيد على المائة ألف ريال للشخص الواحد ، وما إذا كانت هي فعلا رحلات للحج وطلب المغفرة أم أنها رحلات سياحية على سواحل هاواي . تلك الفئة من الناس لا تشعر بحلاوة الحج ولا روحانية مشاعره ، فأصحابها لا يختلطون بالناس ولا يتنقلون بين المشاعر إلا في وسائل خاصة ، حتى أنني سمعت عن رحلة حج من الفئة الخاصة جدا تتيح للحاج فيها رمي الجمرات من على متن طائرة عمودية . في ظل هذه المحصلة المحبطة من معلومات أسعار حملات الحج شعرت اليوم أنها لم تكتب لي بعد ، فتكاليف هذه الرحلة لكامل الأسرة أكبر من طاقة استطاعتي في هذا التوقيت بالذات ، في الوقت الذي لا زلنا نسعى وراء تحصيل أموالنا من خزائن وزارة المالية وأدراج الممثل المالي في العديد من الأجهزة الحكومية . وحتى لو مارست شيئا من ضغط النفقات فإنني أحسست بالحرج من أداء الفريضة في الوقت الذي أحمل كثيرا من الالتزامات المالية لموظفين وعملاء أدين لهم بما عطلتني وزارة المالية عن أدائه من حقوق وديون . والقائمون على الحملات يؤكدون أهمية التعجيل بالحجز ودفع التكاليف مقدمة وبشكل فوري ، وإلا فإن الأماكن المتاحة في تناقص ، وستغلق قريبا أبواب كل الحملات الفاخر منها والبسيط . على أية حال ، إن لم يكتب الله لي أداء فريضة الحج هذا العام فأنا أرجو أن يكتب لي أجر النية الخالصة فيها ، إذ أن ما حبسني عنها هو حابس عسير من مقام الدولة ، حفظها الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق