التجميل

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

اليوم 266

خضت اليوم في دبي نقاشا محتدما مع أحد الإخوة السوريين ، وهو فيما بدا لي من موقفه مساند للنظام الحاكم حتى النخاع ، علاوة على أنه مطلع على كثير من دواخل وخفايا الأمور بما أوحى لي أن له علاقة ما بجهة أمنية أو استخباراتية في ذلك البلد . هذا الرجل بذل كثير من الجهد في محاولة لشرح ما تقوم به الفئات المعارضة من مجازر وتعديات وقتل على الهوية ، مؤكدا أن ما يقوم به الجيش لا يعدو أن يكون ردا على العنف الذي تطلقه المجموعات المعارضة . الحماسة التي كان يتحدث بها هذا الرجل لفتت نظري ، خاصة وأنه كان يسجل من وقت لآخر حبه وإيمانه الكبير بالرئيس بشار الأسد . وفجأة وبلا سابق إنذار وردت في حديثه إشارة إلى والده الأسير ، فسألته مزيدا من الإيضاح ، فشرح لي أن والده أسير لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ حرب العام 1967 . سألته عما فعلت الحكومة السورية لإطلاق سراحه أسوة بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال هذا اليوم . قال لي أن كل الجهود لم تفلح في تأكيد أسره أو مقتله ، وأن الحكومة توقفت عن بذل أية محاولات منذ أمد طويل . قلت له غريب أمرك يا هذا ، كيف يمكن لك أن تقف هذا الموقف المدافع عن حكومة قصرت عن القيام بما يجب لمعرفة مصير والدك المفقود منذ أكثر من أربعين عاما . أجابني أنه وجد لزاما عليه أن يقف هذا الموقف أمام ما رآه من قتل وحرق تقوم به الفئات المعارضة . تعجبت من هذا الموقف ، وبادرته بالسؤال ، وهل أنت راض عما قامت به حكومة هذا النظام . أليست سوريا أقل الدول العربية نموا وتطورا مقارنة بما تملكه من إمكانات هائلة . اتفقنا على أن حال سوريا لا يرضي أحدا ، وأن الحكومة قصرت في أداء واجبها التنموي ، وأن عصابات رجال الأعمال المتنفذين شبعت من مص دماء الشعب . إذن ، هذه الحكومة لا تستحق أن يدافع عنها أحد ، وهي أجدر بأن تترك المجال لغيرها للقيام بمهمة القيادة . أما عن صاحبي هذا ، فقلت له أن الدنيا مليئة بألوان غير الأبيض والأسود ، وأن معارضة موقف طرف ما في هذه الأزمة لا تستلزم الوقوف مع الطرف الآخر ، فكلاهما يمسه شيء من الخطأ والخلل في التعاطي مع الأزمة . لا يمكن تبرير القتل في أي من الطرفين ، ولا يمكن الوقوف إلى جانب أي منهما في هكذا صراع . وإن لم يكن للمرء أن يقول كلمة الحق في الاعتراض على حكومة فاسدة ملها الناس ويأس منها الشعب فعلى الأقل عليه أن لا يطبل لها ويزمر كما لو كانت قد حررت القدس في هذه المعركة ضد شعبها الأعزل . منية أو ستخباراتؤلللتتت

هناك تعليق واحد:

  1. مع احترامي لكل الآراء من الآخرين لكن في الموضوع السوري موقفي لايقبل الدفاع عن القتلة ( عصابات الموت الأسدية) صاحبك الظاهر أنه علوي بامتياز وهم يدافعون عن امتيازاتهم ودافعه عن هذا النظام معناه أنه يرتضي عيش الذل والمهانة في سوريا .
    تحياتي

    ردحذف