التجميل

الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

اليوم 260

أعجز أحيانا عن فهم مواقف بعض الناس من بعض الأمور أو الأحداث ، خاصة عندما تتسم هذه المواقف بالتطرف والتعصب وانغلاق الفهم أو أحيانا رفض الفهم لحقيقة الأمور . وأكثر ما يزعجني أن أشعر بأن أحدا ما يحمل نحوي ضغينة من أمر أو موقف نتيجة لسوء فهمه لحقيقة ذلك الموقف . وأنا اليوم أعيش حالة من الراحة النفسية بعد أن تمكنت من معالجة خلاف كان قد نشأ مع أحد الإخوة منذ عدة سنوات وجدت منه خلالها كثيرا من التهجم وظن السوء ، حتى عندما كنت أبادره برسالة تهنئة في أحد الأعياد مثلا أجده يرد برسالة يدعو فيها علي بالويل والثبور والطاعون المميت . ملخص القصة أن هذا الأخ عرض المساعدة في إنجاز أمر ما من أمور العمل مقابل مبلغ من المال ، وهو الأمر الذي لم يتم كما يجب وكما كان يعتقد بما رأيت أنه لا يستحق تلك الأتعاب ، فاتهمني بأكل الحقوق والظلم البواح ، وعاقبني بما آلمني على مدى تلك السنوات . وقبل حوالي الشهرين اتصلت به على إثر ورود إحدى رسائله القاسية طالبا منه التوقف عن هذا الأسلوب والتصرف برجولة لمعالجة هذا الخلاف ، وعرضت عليه أن نلجأ إلى تحكيم شخص من أهل الرأي والحكمة يكون موضع ثقة كلينا . أعجبه هذا العرض ، واتفقنا على ذلك ، فعرضت عليه أن نلتقي لاستعراض أوجه الخلاف تمهيدا لعملية التحكيم ، وهو ما وافق عليه أيضا . واليوم التقيت به في مكتبي لقاء بدأ مشوبا بمشاعر الحذر والترصد . بدأت بعرض وجهة نظري حول موضوع الخلاف ، وشرح ما شابه من ملابسات تثبت وجهة نظري ، وهي أمور تبين أنه لم يكن يعلم عنها شيئا فيما سبق ، وكان حديثي عنها سبيلا لتصحيح فهمه حول هذا الخلاف . انتهى اللقاء بعناق حار عبر فيه كلانا عن الأسف لما آلت إليه الأمور ، واتفقنا على معالجة تلك المهمة بما يخوله حق الحصول على ما اتفقنا عليه من أتعاب . خرجت من المكتب ممتلئا بشعور غامر من الراحة والسعادة ، وحمدت الله أن مكننا من تجاوز وساوس شيطانية كان يمكن أن تتطور إلى خلاف مرير . مثل هذا الخلاف وربما أقل منه شأنا كثيرا ما يشتت أسرا بأسرها أو يفرق أصدقاء قاربت بينهم الحياة . وكل هذا يقع نتيجة لسوء الفهم أحيانا ، أو غياب الرغبة في الفهم أحيانا أخرى ، والنزعة إلى الاستنتاج المتسرع المحمل بسوء الظن والتجريم المسبق . كم ستصبح حياة الناس أكثر سعادة وراحة إن هم استطاعو أن يبحثو خلافاتهم بشكل مباشر ، وإن هم استطاعو أن يجعلو حسن الظن مبدأ يشيعونه ويتبعونه في تعاملاتهم مع الآخرين . فالحياة أقصر من أن نضيعها في مثل هذه الخلافات والصراعات ، والهموم أكبر من أن نحصرها في خلافات شخصية يمكن حلها وتجاوزها بقليل من الحوار .

هناك تعليق واحد:

  1. صلاح الدين الحمود15 أكتوبر 2011 في 5:29 ص

    مبروك ، واصلح الله ذات بين جميع المسلمين

    ردحذف