التجميل

السبت، 29 أكتوبر 2011

اليوم 277

بعد ظهر اليوم أصبت بحالة من رعب هستيري عندما فتحت موقع هذه المدونة لأجد رسالة تبلغني بأن المدونة قد تمت إزالتها بالكامل ، وأن كلمة السر التي أستخدمها للدخول إلى صفحة التحكم تحتاج إلى إعادة تفعيل . تيقنت حينها أن الموقع تعرض لغزو إلكتروني ، وأن ذلك الغازي أقدم على محو كامل المدونة . وعلى مدى ساعتين من الضغط العصبي بقيت أحاول بكل الوسائل لاستعادة محتويات المدونة بعد أن تمكنت من استعادة كلمة السر واستبدالها بأخرى ، وهي الجهود التي باءت جميعا بالفشل ، فأغلقت الموقع حزينا على ما فقدته من خواطر سطرتها هنا على مدى 276 يوما ، وخرجت من المكتب وأنا أفكر وأتساءل عن ذلك الغازي الذي أضاع ذكرياتي وأفكاري في مهب الريح . خطر لي أن يكون أحد الشباب الفارغين الفاسدين الذي يوظفون قدراتهم التقنية للإضرار بالناس ، أو أن يكون رقيبا من جهة أمنية أساء فهم ما كتبته يوم أمس عن تعيين الأمير نايف بن عبد العزيز وليا للعهد فأراد أن يعاقبني ويحمي الناس من سموم الأفكار التي رأى أنني أبثها في فضاء الانترنت . كل تلك الاحتمالات وغيرها جعلتني أفقد الثقة في التقنية لوهلة ، وأشاعت في نفسي شعورا بالحزن والإحباط من انفتاح فكري وحرية رأي كنت أرجو أن يكونا حقيقة واقعة وليست حلما بعيد المنال . أكاد لا أستطيع وصف ذلك الشعور الذي اجتاحني كالعاصفة ، وكأنني فقدت ابنا من أبنائي أو عزيزا على قلبي . ذهبت إلى المنزل وتناولت طعام الغداء ، ثم بدأت أشاهد أحداث مبايعة ولي العهد على شاشة التلفاز . لا أدري من أين أتى ذلك الشعور بالأمان في تلك اللحظة ، وشعرت بأن كل شيء سيكون على ما يرام ، فخرجت من منزلي عائدا إلى المكتب ، وجلست أمام شاشة الحاسوب وأدخلت عنوان الموقع وأنا بين الرجاء والخوف ، فما كانت إلا أن فتحت صفحة المدونة ، ووجدت فيها كل ما كتبت دون أن ينقص حرفا واحدا ، واتضح أن الأمر لم يعد أن يكون خللا فنيا في الموقع ما لبث أن تم إصلاحه واستعادة محتوياته . شكرت الله وحمدته ، وكدت أن أقبل شاشة الحاسوب كما كنت سأقبل ابني الذي وجدته بعد فقده . عزمت حينها أن أظل مواظبا على مخاطبة هذه المدونة ، إذ شعرت أن ما حدث اليوم إنما كان جرس تنبيه من شيء من الشعور بالبلادة والملل من الكتابة بدأ يخالجني منذ فترة ، فكانت هزة اليوم إشارة نبهتني وشحذت همتي لمزيد من الكتابة والتواصل مع قراء أرجو ألا يكونو قد أصابهم الخمول الذي أصابني في الآونة الأخيرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق