التجميل

الخميس، 20 أكتوبر 2011

اليوم 268

قضيت معظم اليوم أمام شاشة التلفزيون متابعا الأحداث المتسارعة في ليبيا ، والتي أسفرت عن إبادة أفراد أسرة القذافي وزمرته الذين لم يتمكنو بعد من الهرب إلى خارج البلاد ، وعلى رأسهم العقيد الزعيم معمر القذافي نفسه . وبهذه الأحداث تكون ليبيا قد اجتازت حقبة عسيرة من تاريخها ، وفترة طويلة من القمع والاستبداد الذي خلفها في ذيل قائمة الدول العربية في مسيرة التنمية والتطور ، في الوقت الذي كانت تعد أحد أثرى الدول النفطية في المنطقة . مشاهد اليوم تمثل عبرة لقادة الدول العربية التي تشهد هي الأخرى ثورات مماثلة ، وخاصة في سوريا واليمن . الرئيس اليمني لا يبدو أنه ارتدع من محاولة اغتياله ، ومشكلة هذا الصنف من الناس أنه إن خرج ناجيا من هذه الأحداث فإنه يكون أكثر تعنتا وصلفا ، وكأنه أكبر من الموت ذاته . زوجتي سألتني عن ما ستؤول إليه الأمور في الدول التي نجحت الثورات فيها ، وما إذا كان حكامها المقبلون سيعتبرون من هذه الأحداث ، أم أنهم سيكررون ذات أخطاء أسلافهم في أسلوب الحكم المستبد . قلت لها أن أولئك الحكام وأنظمتهم البائدة لم يسمحو بأن تكون لدى الشعب أية ثقافة سياسية ، وهو ما لم يسمح بإنتاج وتأهيل أفراد قادرين على الحكم في هذه المرحلة الانتقالية . هذا الأمر يمكن أن يكون ذا أثر سلبي على تلك البلاد ، إذ أنه سيفسح المجال لكثير من الفوضى قبل أن تعود الأمور إلى مجاريها ، وهو ما نرى علاماته في مصر على سبيل المثال . بينما يمكن أن يكون ذا أثر إيجابي إن هو أفسح المجال لتنمية سياسية متكافئة ومنظمة ، وهو ما نرى علاماته في تونس مثلا . المهم أن الشعوب في كل هذه الحالات قد تمكنت من وضع بصمتها وتفعيل دورها في تصحيح أية أخطاء أو تعديات يمكن أن يبرزها قابل الأيام في تلك الدول ، وهو ما سيجعل الحكام في موقف خاضع للرقابة الدائمة بما لا يسمح له أن يعيد تلك التجارب الأليمة السابقة . الرئيس السوري يبدو أنه لا يطالع كثيرا من نشرات الأخبار ، فهو كمن يعيش في كوكب مستقل لا تصله أخبار الأحداث في الدول المجاورة . وهو ما يدل عليه استمرار أسلوب القمع الذي تعرضه نشرات الأخبار إلى جانب أخبار مقتل القذافي وزمرته . قتيل اليوم هو من علق ضاحكا على مقتل صدام حسين في أحد مؤتمرات القمة العربية عندما قال ، بكرة يجي الدور عليكم . فأتى الدور عليه ، وسيأتي على زملائه من الطغاة إن عاجلا أو آجلا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق