التجميل

السبت، 22 أكتوبر 2011

اليوم 270

تعددت هذه الأيام أخبار الوفيات في أوساط المشاهير في محيطنا العربي ، وخلال اليومين الأخيرين برزت أخبار مقتل القذافي وابنه ووفاة الكاتب أنيس منصور والفنانة شريفة فاضل ، وختم هذه الأخبار نبأ وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز صباح اليوم . أنا لا أتوقف عادة عند أخبار الأمراء والسلاطين ، ولا يتجاوز موقفي من أخبار وفياتهم واجب تقديم العزاء والدعاء لهم بالرحمة وللأمة بخلف يكون خيرا من سلفه . ولكن الشعور الشعبي الجارف الذي رأيته اليوم حيال خبر وفاة الأمير سلطان جيش مشاعري ، حتى ولو كان بعض هذه المشاهد استغلالا تمثيليا وتسويقيا على شاكلة الرسائل الواردة من بعض الشركات تعلن ترحمها على الأمير الفقيد . انعقدت في ذهني مقارنة بين اثنين من المشاهير الذين انتقلو إلى رحمة الله في هذين اليومين ، وهما القذافي والأمير سلطان ، وكلاهما قائد في بلده . فبعد شيوع خبر وفاة القذافي انطلقت مشاهد الأفراح والرقص في الشوارع والشكر لله على الخلاص من هذا الطاغية ، بينما أشاع خبر وفاة الأمير سلطان شعورا بالأسى والحزن على فراقه وفقده بين عامة الناس . شتان بين الحالتين ، وشتان بين الشخصين . ولكني اليوم رأيت بأم عيني كيف أن عمل الإنسان يبقى سيرة بين الناس بعد وفاته ، فإما سيرة كالحة كما في حالة القذافي ، وإما سيرة عطرة كما في حالة الأمير سلطان . لا أدري إن كان القذافي يتوقع ردة الفعل هذه من الناس لخبر مقتله ، أم أن جنون العظمة كان يصور له أن الناس يحبونه حقا وسيحزنون لفراقه . سلطان كان غائبا بفعل المرض منذ فترة ليست بالقصيرة ، ومع ذلك فإن الناس كانو دوما يتحرقون شوقا لعودته . وهكذا هو الموت ، حتى لو كان المرء مريضا بداء لا شفاء منه تبقى لحظة انقطاع الأمل بالعودة هي لحظة الوداع الحقيقي . كل ما أرجوه اليوم وأدعو الله به أن يكتب لسلطان الفقيد الرحمة والغفران ، ولأهله ومحبيه الصبر والسلوان ، وأن تتجاوز البلاد مخاوف اختيار خلفه في ولاية العهد بما يديم لها ما أسبغه عليها من أمن واستقرار .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق