التجميل

الأحد، 23 أكتوبر 2011

اليوم 271

حضرت اليوم اجتماعا للجنة الوطنية للمكاتب الاستشارية ، وهي مشاركتي الأولى في هذه اللجنة بعد أن أكرمني أعضاؤها بدعوتي للانضمام إليهم . القطاع الاستشاري في المملكة قطاع يتيم لا أب له ولا راع ، وأعضاء اللجنة اليوم تبارو في بذل شكاواهم وعرض معاناتهم التي تمثل نماذج لبقية المكاتب الاستشارية في المملكة . المشكلة أن الكثيرين لا يعلمون أهمية العمل الاستشاري ، وما يمكن أن يحدثه من أثر في نجاح أو فشل المشاريع والاستثمارات وجهود التنمية بالمجمل . وأول الجاهلين بأهمية القطاع هم المسئولون في القطاع الحكومي . والمضحك أن بعضا من هؤلاء المسئولين يتحولون إلى مستشارين بعد أن تطالهم يد التقاعد فينتقلون إلى موقع الشكوى من صلف وجهل وتعسف المسئولين في القطاع الحكومي ، وعلى الباغي تدور الدوائر . وأحمد الله أنني لست من هؤلاء ، إذ أنني قررت أن أقطع صلتي بالعمل الحكومي في وقت مبكر من حياتي العملية . ومع أن البديل لم يكن أكثر راحة ، إلا أنه بالتأكيد كان أكثر متعة مع ما كل شابه من صدامات وإحباطات ومشاكل . أعضاء اللجنة في اجتماع اليوم كانو في معظمهم من كبار السن بما جعلني أتوقع أنهم انخرطو في العمل الاستشاري على سبيل التسلية بعد التقاعد ، وهو ما فسر لي ذلك البرود والتباطوء الذي شاب عمل اللجنة ومثيلاتها من اللجان الفرعية على مستوى الغرف التجارية . ولأنني جئت إلى هذا الاجتماع بشيء من الحماسة فقد وجدتني أندفع بالتعليق تارة والنقد تارة والاقتراح تارة أخرى ، حتى شعرت أن الحضور كرهوني وندمو أشد الندم لدعوتي للانضمام إلى لجنتهم ، فلم يجدو عقابا يكيلونه لي أفضل من تكليفي بالعمل على تلك الملفات التي شاركت بالحديث عنها . لا أستطيع أن أشرح لزوجتي العزيزة وبعض الذين يرأفون بحالي من مثل هذه الأعباء الإضافية في حياتي مقدار المتعة التي يحققها هذا النوع من العمل العام . المتعة الحقيقية في العمل هي في إنجاز تغيير ما يحقق منفعة لجيل كامل أو قطاع كامل أو بلد كامل ، وهو ما وجدته في مثل هذه اللجان التي انخطرت فيها منذ فترة . المشكلة أن هذه المتعة لا تأتي إلا من رحم كثير من المعاناة والتعب والجهد ، إذ أن التغيير هو أصعب ما يمكن تحقيقه في بلد ومجتمع يقاومان ثقافة التغيير والتطوير . على أية حال ، حتى لو يتسن لي أن أحقق النجاح المأمول ، فإنني على الأقل سأكون قد حركت المياه الآسنة علها تفلح في تحقيق التغيير الذي أرجوه ولو على المدى البعيد .منية أو ستخباراتؤلللتتت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق