التجميل

الجمعة، 7 أكتوبر 2011

اليوم 255

اتصل بي أحد المطورين العقاريين يوم الاثنين الماضي طالبا لقائي بخصوص رغبته تقديم خدمات التصميم لأحد مشروعاته العقارية التي يزمع إنشاءها في الرياض . التقينا في نفس اليوم ، وناقشنا متطلبات المشروع ، ومارس سعادته كثيرا من الضغط والإلحاح للوصول إلى اتفاق بهذا الخصوص بالنظر إلى استعجاله في بدء العمل . وتجاوبا مع هذا الإلحاح ، ومع كم من التقدير الشخصي المتبادل ، قمت باستنفار فريق العمل للدراسة المشروع وإعداد عرض مالي ملائم . في اليوم التالي قمت بتقديم العرض إلى هذا المطور ، فدخل مباشرة في مفاوضات مالية حول قيمة العرض ، وتوصلنا عاجلا إلى اتفاق بهذا الشأن ، واتفقنا أيضا على الاجتماع مع فريق العمل في اليوم التالي لاستلام وثائق المشروع والاتفاق على متطلبات وبرنامجه الوظيفي ، وهو ما حصل بالفعل وبشكل فعال على غير العادة . أبلغني في النهاية بموافقته على العرض ، وبأنه سيقوم بقراءة العقد والتوقيع عليه وصرف الدفعة المقدمة ، وأكد على بدء العمل بشكل مباشر فقمت بتكليف فريق العمل بالبدء مباشرة اعتبارا من يوم السبت . وعلى مدى اليومين الماضيين حاولت الاتصال بهذا المطور لاستلام العقد والدفعة المقدمة حسب الاتفاق معه ، إلا أنني لم أجد منه إلا التجاهل المطلق والصمت المطبق . تعجبت من هذا الصمت ، وساورني بعض القلق عليه ، حتى اتضح الأمر عندما رد على أحد اتصالاتي ليغلق الخط في وجهي بشكل مباشر . تعجبت من هذا الرجل ، ومن هذا الأسلوب السخيف الذي مارسه في هذه القصة . وبالطبع أنا لاأعلم ما هو السبب الذي دفعه إلى هذه الفعلة ، إلا أنني لم أر مبررا يمكن قبوله ، فهو يملك كل الحق في قبول العرض أو رفضه ، وحتى لو شاء أن يلغي اتفاقنا فإن كل ما عليه فعله أن يبلغني بمشيئته تلك دون حرج . أما هذا التجاهل فلا مبرر له ، وهو في كل الأحوال لا ينم إلا عن سوء خلق وفقر في أسلوب التعامل المحترف الأمين . وفي الحقيقة ، نحن نواجه هذا الأسلوب في كثير من الحالات ومع كثير من العملاء . وبالطبع فإن التجاهل والبطء في حالة الجهات الحكومية هي حالة مستشرية ، فنحن كثيرا ما ننتظر ردا من إحدى الجهات الحكومية على خطاب قدمناه أو عمل سلمناه أياما وأسابيع . وفي المقابل نتلقى الهجوم والتعنيف والتجريم والتهديد إن نحن تأخرنا ساعة عن موعد ما لتسليم عمل ما . الاحترام والصدق في التعامل والمواعيد أصبحا عملة نادرة في هذه الأيام ، وما هذا المطور إلا نموذج لنمط عام نعيشه جميعا في كل أعمالنا وشئون حياتنا . فلا ضير إذن من عميل كاذب آخر ، والأرزاق في كل الأحوال على الله العلي القدير .

هناك تعليق واحد:

  1. صلاح الدين الحمود8 أكتوبر 2011 في 5:13 ص

    قال الله تعالى ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرٌ ﴿٢٢﴾ لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴿٢٣﴾
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة ) ما اجمل هذا الحديث .
    وقال الشاعر (انما الامم الاخلاق ما بقيت ، فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبو).

    ردحذف