التجميل

الخميس، 6 أكتوبر 2011

اليوم 254

أ. ق. شاب سعودي انضم إلى فريق العمل بالمكتب قبل حوالي السنة على وظيفة سائق ، وهو أفضل ما كان يمكن له أداؤه من عمل وهو لا يحمل أي مؤهل دراسي أو مهني . على مدى تلك السنة حرصت على دعمه وترقيته تعاطفا مع كونه السائق السعودي الوحيد في المكتب ، ولما أعلمه عنه من ظروف معيشية متواضعة . في الشهرين الأخيرين كثرت الشكاوى منه ومن غيابه المتكرر وتقصيره في أداء مهام عمله . واجهته بهذه الشكاوى وأوضحت له أن العمل لا مكان فيه للعواطف ، وأننا سنضطر إلى اتخاذ الإجراءات الملائمة إن لم يعد إلى رشده . وقبل عدة أيام طلبت منه أن يذهب بسيارة العائلة إلى مركز الصيانة ففعل ذلك يوم الإثنين الماضي . ومنذ ذلك اليوم اختفى هذا الرجل تماما . ولما طالت مدة غيابه بدأت عملية البحث عنه وعن سيارتي التي لا ندري في أي ورشة وضعها . اليوم اتصل بي أحد سائقي المكتب ليبلغني أنه وجد السيارة في إحدى الورش في المنطقة الصناعية ، وأن السيارة قد تعرضت لحادث أحالها إلى حطام . سألته عن زميله الغائب فرد بأنه لم يعلم عنه شيئا . طلبت منه أن يسأل صاحب الورشة الذي أفادنا بأن من أحضر السيارة كان بحالة جيدىة وأنه أبلغه بأنه سيعود بإذن الإصلاح منذ ثلاثة أيام ولم يفعل منذ ذلك الحين . برزت أمامي كل الاحتمالات في هذا الموقف ، فالرجل يمكن أن يكون قد ارتكب حادثا بسيارتي يمكن أن يكون قد سبب إصابات لأحد ما وهرب ، ويمكن أن يكون قد استخدمها في أمر ما من أمور العصابات من إرهاب أو تهريب مخدرات أو غير ذلك . لم يكن أمامي حينها إلا أن أبلغ الشرطة بهذه القصة ، على الأقل لأخلي مسئوليتي عن أي من تلك الاحتمالات . وبعد أن فعلت واطمأن قلبي عدت لأتساءل عن ذلك الشاب الذي فعل فعلته واختفى ، وعن هذا النمط الغريب الذي نجده كثيرا من الشباب السعوديين في مواقع العمل . لن أقول أنني سأفقد ثقتي في السعوديين وفي فكرة السعودة ، ولكن مثل هذه التجارب تجعل الكثيرين من أصحاب العمل أكثر ركونا إلى توظيف الأجانب ، على الأقل وهم يملكون رقابهم بنظام الكفالة العتيد .

هناك تعليق واحد:

  1. خير من استاجرت القوي الامين سعودي او مقيم

    ردحذف