التجميل

الاثنين، 10 أكتوبر 2011

اليوم 258

هذه الفترة الممتدة بين العيدين السعيدين هي أكثر فترات العام نشاطا في عالم الأعمال ، وربما أيضا في القطاع الحكومي . وفي الآونة الأخيرة أصبحت هذه الفترة أيضا تزدحم بجداول المؤتمرات والندوات والمعارض بمختلف أشكالها وألوانها . ومنذ أن أصيبت دبي بحمى الأزمة المالية العالمية أصبحت المملكة قبلة لعدد من شركات تنظيم المؤتمرات والمعارض العالمية ، وأصبح جدول الأنشطة السنوي يزخر بعدد كبير من تلك المحافل . المشكلة أن هذه الشركات هي شركات تجارية في معظمها ، وتعمل وفق ذات النموذج الي كانت تعمل به في دبي في عصرها الذهبي . معظم هذه الشركات لم تلحظ الفارق الكبير بين ظروف العمل بين الموقعين ، ووقعت بذلك في فخ الفشل الموضوعي وليس الربحي في كثير من تلك المؤتمرات والمعارض . واليوم حضرت أحد هذه المؤتمرات الذي تنظمه إحدى الشركات التي تتخذ من دبي مقرا لها ، وهو أحد خمسة مؤتمرات يتم تنظيمها في ذات الفترة حول موضوع الإسكان الميسر . اليوم الأول من أيام المؤتمر كان فقيرا في محتواه وفي عدد حضوره الذين لم يتجاوز الثلاثين بمن فيهم المتحدثون في المؤتمر ، حتى أنني أصبحت أفكر في الانسحاب من مشاركتي المجدولة كمتحدث في المؤتمر صباح الغد . الفارق الذي لم يلحظه القائمون على الشركات المنظمة في هذه المعارض أنهم كانو دوما يعتمدون على دعوة متحدثين أجانب من جهات عالمية ، وهو ما يواجه كثيرا من العقبات ومفاجآت اللحظة الأخيرة في المملكة من قبيل مشاكل التأشيرات وغير ذلك ،  وهو ما حدث تماما اليوم عندما فوجيء الحضور بتغيب عدد من المتحدثين المسجلين في المؤتمر . المشكلة الأهم في هذه المؤتمرات أنها غالبا ما تتم بمعزل عن تواجد وحضور أي مسئولين من الجهات الحكومية ذات العلاقة بمواضيعها ، وهو ما حدث اليوم أيضا بغياب تام لأي مسئول من وزارة الإسكان أو وزارة لشئون البلدية والقروية أو صندوق التنمية العقاري . مثل هذه المؤتمرات تصبح في النتيجة مكانا للدردشة بين عدد من المختصين والأكاديميين دون أن تحدث أي أثر حقيقي في تقديم حلول لمعالجة المشاكل التي تطرقها . ولكن هذا الواقع لم يكن ليمنع تلك الشركات من التوسع في تنظيم هذه المؤتمرات طالما هي تحقق أرباحا مجزية من الرعاية الإعلامية ومصادر الدخل الأخرى بغض النظر عن المحتوى العلمي والجدوى الحقيقية من ورائها . أفضل تسمية يمكن إطلاقها على مثل هذه المؤتمرات هي أنها مؤتمرات حوار الطرشان ، وإلى أن تتنازل الجهات الحكومية وتقتنع بجدوى الحضور والمشاركة والتفاعل والاستماع للطروحات التي تقدمها سيبقى الوضع على ما هو عليه ، وبتقى هذه المؤتمرات وسيلة لاستنزاف الموارد دون أي جدوى أو عائد حقيقي على معالجة الموضوعات التي تتناولها بالطرح .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق