التجميل

الأحد، 16 أكتوبر 2011

اليوم 264

وصلت صباح اليوم إلى الرياض عائدا من جدة ولم ألبث أن غادرتها بعد الظهر إلى دبي ، ويبدو أن الرحلات المتتابعة ستعود لملاحقتي في هذه الفترة المزدحمة من العام . يوم أمس قرأت مقالا عن الخطوط السعودية تضمن لغة هجومية لم أعدها من قبل في الصحافة ، فيما يبدو مؤشرا على تغيير يلوح في أفق إدارة هذه المؤسسة المتهالكة . بدأت أراجع في ذاكرتي مجالات التطور والتراجع في أداء هذه المؤسسة منذ تعيين رئيسها الجديد الذي لم يعد جديدا ويبدو أنه لم يعد يملك جديدا يقدمه لهذه المؤسسة . النتيجة التي توصلت إليها أن أهم ما لم يستطع رئيس الخطوط السعودية تطويره هو نفسيات موظفيها وأسلوبهم في التعامل مع الركاب ، إذ لا زال كثير منهم يظن أنه يتفضل عليهم بالخدمة بدلا من أن يسعى لكسب رضاهم بابتسامة وحسن خلق . في رحلة العودة من جدة جلس إلى جانبي مضيف غير عامل على الرحلة ، ولاحظت أنه يتحدث مع زميل آخر له ليتبادلا الشكاوى من حالهما في هذه المؤسسة ، ويتباحثان في بدائل فرص العمل الأخرى التي تتيحها شركات الطيران الأخرى ، وكيف أن المدير النيوزيلندي الجديد لتلك الشركة يشرح الصدر ، وأن الشركة الأخرى المتوقفة منذ فترة ستعود للعمل بشكل أفضل ، وأن الشركات الخليجية ستدخل السوق المحلي بما يبشر بفرص أفضل من الخطوط السعودية . قلت في نفسي ، إذا كان موظفو الخطوط السعودية بهذا الملل وهذا الإحباط وهذا التطلع للانتقال إلى مكان عمل أفضل ، فكيف لهم أن يقدمو الخدمة الملائمة للركاب ، وكيف لهم أن يرسمو ابتسامات مزيفة على وجوههم . في رحلة الثانية إلى دبي عشت تجربة أخرى من النوع السخيف ، إذ يبدو أن دخول دورات المياه على طائرات الخطوط السعودية يمثل نوعا من الطبقية . فبينما كانت المضيفات يوزعن وجبات الطعام في الطائرة التي كانت من النوع الضيق ذي الممر الواحد ، أردت الذهاب إلى دورة المياه ، ولاحظت انغلاق الممر إلى دورة مياه الدرجة السياحية في آخر الطائرة ، ورأيت عددا من الركاب ينتظرون أيضا لاستخدامها . سألأت المضيفة إن كان بإمكاني استخدام دورة المياه في مقدمة الطائرة فأجابت بالإيجاب . توجهت إلى الأمام ليواجهني مضيف درجة الأفق بالصد والردع طالبا مني الرجوع إلى مكاني . أوضحت له حاجتي لاستخدام دورة المياه فمنعني بحجة أنها مخصصة لركاب الدرجات العليا وطاقم الطائرة فقط . ولأنني لم أكن أملك القدرة على الجدل بعد يوم متعب من السفر المتتابع ، فقد عدت صاغرا إلى مقعدي أمام هذا الأسلوب السخيف في التعامل ، والتصنيف الطبقي حتى في قضاء الحاجة ، وحتى في هذه يتميز الناس عن بعضهم البعض صنوفا وطبقات  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق