التجميل

السبت، 15 أكتوبر 2011

اليوم 263

أنا اليوم في جدة لحضور حفل افتتاح مشروع مجمع إذاعة جدة الذي كنا قد أشرفنا على تنفيذه على مدى أربع سنوات مضت ، وكم تمر السنون سراعا ونحن لا نلوي على شيء . أذكر ذلك اليوم الذي بدأنا فيه العمل قبل أربع سنوات ، وذلك الاجتماع التمهيدي الذي عقدناه مع مقاول المشروع ، والذي حاولت فيه أن أغرس بذرة لنمط مختلف من علاقة تعاون وتآزر بين الاستشاري والمقاول عوضا عن ذلك النمط العدائي المعتاد في غالب المشاريع . واليوم ثبت صحة ما قلته في ذلك الاجتماع ، وهو أن نجاح المشروع هو نجاح لكل العاملين فيه ، وفشله يصمهم جميعا بالخزي والعار . ومع كل المشاكل والعثرات التي واجهها المشروع طيلة تلك الفترة ، إلا أنه جاء بحق مفخرة لكل من عملو فيه . جميل هذا الشعور الذي نعيشه في كل مرة نتم فيها مشروعا من المشروعات ، وهو شعور لا يماثله شعور . عندما يبدأ العمل على المشروع تكون صفحته بيضاء خالية ، يبدأ فيها المصمم وضع خطوط وأفكار لا تلبث أن تتحول إلى مبنى شامخ يحكي قصة نجاح خلق شيء من العدم . حفل الافتتاح كان على شرف أمير المنطقة ووزير الثقافة والإعلام ، الذين قاما بتكريم كل العاملين في المشروع من منسوبي الوزارة والمقاول والاستشاري . وأنا في العادة لا أحب مثل هذه الاحتفالات البروتوكولية ، خاصة وأن مثل هذا التكريم يأتي عادة في عجالة ، فلا يطالنا منه إلا ما يوصف بشرف السلام على راعي الحفل واستلام درع التكريم ، حتى أن الدروع تختلط فنستلم درعا مخصصا لشخص آخر ، وهو ما حصل اليوم على سبيل العادة . هذه المرة رأيت أن أفعل شيئا يميزنا عن الآخرين ، فأعددنا هديتين رمزيتين لأقدمهما لراعيي الحفل . عندما صعدت إلى المنصة واستلمت درع التكريم قمت بالفعل بتقديم تلكما الهديتين ، فكان كل ما كسبته عشرة ثوان إضافية من التواجد بقرب راعيي الحفل ، وبعض الصور الإضافية معهما ، ثم انتهى كل شيء ، ولا أدري إن كان الراعيان سيذكران من قدم لهما تلك الهدايا التذكارية ، أو ما قام به من جهد في إنجاز هذا المشروع . الشعور الحقيقي بالتكريم أتى من إشادات بقية الحضور بالمشروع ، وأهمهم المستخدمون الحقيقيون له . والأهم من ذلك هو ذلك الشعور بفرحة الإنجاز عندما وصلت إلى الموقع مساء اليوم لأرى المبنى وقد أنجز بنجاح . وها نحن نقلب صفحة أخرى من صفحات إنجازات العمل أضيف بها بندا جديدا إلى سجل حافل بنيته وزملائي على مدى سبعة عشر عاما ، فالحمد لله على نعمته ، والحمد لله على رضا النفس قبل رضا الناس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق