التجميل

الجمعة، 14 أكتوبر 2011

اليوم 262

أتممنا في الأسبوع الماضي تصميم مشروع منزل صغير ضمن مجمع سكني يقطنه واحد من علية القوم في البلاد ، وبدأ على الفور تنفيذ المشروع على جزء من أرض المجمع . المالك أرسل مندوبه إلى شركة الكهرباء لتقديم طلب لزيادة طاقة العداد الحالي في المجمع الذي شهد ويشهد كثيرا من التوسعات الإنشائية ، فجاء رد الشركة بأن عليه أن يدفع المبالغ المتأخرة عليه قبل تنفيذ هذا الطلب . أصابتني رعشة عندما علمت الرقم الذي يمثل هذه المبالغ المتأخرة ، والذي بلغ 12 مليون ريال مقابل فواتير لم تسدد من العام 2006 ، أي على مدى خمس سنوات . أحمد الله أن هذه المعلومات جاءتني اليوم في مكالمة هاتفية مع هذا الرجل ، إذ أنني حتى لو تمكنت من كتم تلك الصرخة التي كانت ستنطلق من صدمتي بهذا الرقم فإنني لم أتمكن من إخفاء معالم الدهشة المختلطة بالغضب التي علت وجهي . وأنا في الحقيقة شعرت بشيء من الغضب من هذا الرجل الذي استمرأ عدم سداد مستحقات الشركة طيلة تلك الفترة ، في الوقت الذي يعيش عيشة رغدة ينفق فيها كمن لا يخشى الفقر . ولكنني عندما أمعنت التفكير في الأمر عذرته في ذلك ، فالمال السائب كما يقولون يعلم السرقة . وإذا كانت الشركة قد صمتت عن هذا الواقع طيلة تلك السنين فهي الأولى باللوم والغضب من هذه السلبية . ولكني عدت أيضا وعذرت الشركة فيما فعلت ، فهي في مقابل هذا الحال من عدم السداد من أناس محسوبين على الدولة ، فإنها تحصل على مليارات ومليارات من الدعم المباشر وغير المباشر في شكل قروض حسنة وبراميل نفط زهيدة السعر . وهي بذلك تحصل من الدولة على شكل من أشكال التعويض عن تلك الموارد المعدومة . أكثر ما أزعجني وكدر خاطري أن الشركة أرسلت إلي يوم أمس إنذارا بفصل التيار بعد أن كنت قد نسيت سداد فاتورة الشهر الماضي قبل الموعد المحدد ، مع أن قيمة الفاتورة لم تتجاوز مبلغ 3000 ريال فقط لا غير . قررت أمام هذه التجربة أن أشجع أبنائي على استهلاك الكهرباء بأي شكل ، وأن أتوقف عن إطفاء مصابيح الإضاءة في غرف المنزل . إذ أنه لربما يكون لي أن أدرج في قائمة العملاء الذين تسكت عنهم الشركة إن ارتفعت قيمة فاتورة الكهرباء في منزلي المتواضع لتبلغ حد الملايين ، فالشركة كما يبدو تهتم أكثر بجمع الفواتير الصغيرة ، وتسكت عن الفواتير الكبيرة وأصحابها من كبار العملاء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق