التجميل

الجمعة، 2 ديسمبر 2011

اليوم 311

اتصل بي مساء اليوم شخص قدم نفسه على أنه يعمل في إحدى شركات العلاقات العامة ، وأخبرني بأن شركته تعمل بالتعاون مع شركة يابانية للعلاقات العامة والإنتاج التلفزيوني ، وتعمل حاليا على إنتاج برنامج ليعرض في التلفزيون الياباني . البرنامج سيكون عن المملكة العربية السعودية ، ويتضمن لقاء مع أسرة سعودية بكامل أفرادها ، وأبلغني بأن أحد الأصدقاء قد رشحني لأكون وأسرتي ضيوفا على هذا البرنامج . أعجبتني الفكرة ، ورأيت فيها فرصة لتقديم نموذج مضيء للمواطن السعودي أمام الرأي العام الياباني ، مع ما تحمله هذه المشاركة من مسئولية . سألته عن الوقت الذي سيتم فيه تسجيل البرنامج فأبلغني أن الفريق موجود فعلا في الرياض ، وأنهم يريدون التسجيل خلال اليومين القادمين . اعتذرت لضيق الوقت ، خاصة وأنني مرتبط برحلة خارج الرياض مساء الغد ، وتعجبت من هذا الترتيب المتأخر للبحث عن الأسرة المطلوبة بالرغم من وصول فريق البرنامج إلى الرياض . علمت من حديثه أن الفريق حضر إلى الرياض بصحبة مسئول العلاقات العامة في السفارة السعودية في اليابان ، وهو ما أثار في نفسي مزيدا من التعجب حول هذا التقصير في التعامل مع هذا البرنامج بما يستحقه من جدية ، إذ كان من المفترض أن يتم الترتيب لاختيار ضيوف البرنامج قبل حضور الفريق إلى الرياض . قضية صورة المملكة في الإعلام الأجنبي قضية هامة جدا ، وكان من الواجب أن تتعامل السفارة معها بمزيد من الاهتمام والتحضير الجاد . ولكن يبدو أننا نفتقر كثيرا إلى أبسط مباديء العلاقات العامة ، وهو ما أساء كثيرا إلى صورة المملكة في الإعلام العالمي وخاصة الإعلام الغربي . هذا البرنامج الذي يجري تحضيره بمبادرة من الإعلام الياباني يمثل فرصة حقيقية للتعريف بالمملكة والجوانب المضيئة في مجتمعها ، وأنا لا أدري إن كان لوزارة الثقافة والإعلام أي دور في تحضير هذا البرنامج ، وتزويد فريقه بما يحتاجه من معلومات عوضا عن أن يقوم هو بذاته بتسجيل مشاهداته دون توجيه أو تحضير . وإلى أن تعمد وزارة الخارجية ووزارة الثقافة والإعلام بتبني خطة استراتيجية محددة لتقديم صورة المملكة في الإعلام العالمي ستظل هذه الصورة إما مشوهة أو غامضة ، وسيظل المجال مفتوحا لمثل هذه المؤسسات الإعلامية لتقدم رؤيتها الخاصة عن المملكة بكل ما قد يشوبها من قصور .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق