التجميل

السبت، 3 ديسمبر 2011

اليوم 312

لم أسمع منذ فترة أية أنباء أو أخبار عن الهيئة السعودية للمهندسين ، ويبدو أن جذوة حماس أعضاء مجلس إدارتها قد خبت ودورته الحالية تشارف على الإنتهاء ، وانتخابات الدورة القادمة قد بدأت مراحلها الفعلية . جذوة الحماس هذه لم تكن على مدى السنوات الثلاث الماضية بذات اللهيب والفعالية والكفاءة لدى كل أعضاء المجلس ، فمنهم من اجتهد وأصاب ، ومنهم من اجتهد وأخطأ ، ومنهم من آثر النوم في العسل . كنت أترفع دوما عن الحكم على المجلس إيمانا مني بوجوب منح الفرصة كاملة لأي أحد قبل الحكم عليه بالنجاح أوالفشل ، ولكنني أستطيع الآن وقد قاربت دورة المجلس الحالية على الانقضاء أن أقول أنها كانت أكثر نجاحا من سابقاتها ، ولكنها لم ترق إلى مستوى طموحات أهل القطاع . كنت أتمنى لو أن أعضاء المجلس بادرو إلى تسجيل ملاحظاتهم ومرئياتهم حول ما شاب جهدهم من عثرات وعقبات ، عل المجلس القابل يقبل على دورته بشيء من المعرفة والوعي بدلا من أن يبدأ بالتخبط في الظلام من جديد . ولكنني لا أتوقع أن تبدر مثل هذه المبادرة في مجتمع لا زال يتعلم مباديء وأسس ومفاهيم الديموقراطية ، ولا زال كثير من أفراده يبحثون عن المجد الشخصي والظهور الإعلامي من وراء الانخراط في مثل عضوية مثل هذه المجالس . هذا هو أخشى ما أخشاه بينما كنت أفكر في مسألة الترشح لعضوية الدورة القابلة للمجلس ، علاوة على خوفي من احتمالات الصدامات والتعارضات مع من يمكن أن يضمهم المجلس من ذوي الرؤى المعارضة والمناهج المخالفة . على أية حال ، أبواب الترشيح كانت قد أغلقت يوم الاثنين الماضي ، وكنت قد قمت بالفعل ببعث أوراق ترشيحي حتى قبل أن أتخذ قرار المشاركة في الانتخابات ، على الأقل لأكسب مزيدا من الوقت لمزيد من التفكير في الأمر . الشيء الذي أبهجني وأسعدني هو كم الاتصالات التي وردت من بعض المحبين الذيت رأو في شخصي المتواضع القدرة على إحداث تغيير ما في أداء المجلس والهيئة ، والتي كان آخرها اتصال وردني صباح اليوم من أحد الإخوة خضت معه نقاشا حول مبدأ المشاركة في هذه الانتخابات . الخلاصة التي خرجنا بها سويا أن مثل هذه المشاركة تدخل في حكم فرض الكفاية على من يرى في نفسه القدرة على تحقيق إنجاز يسمو إلى مستوى تطلعات أهل القطاع . أما أن يتخلى القادرون عن المشاركة متعذرين بالخوف من المواجهات والإحباطات فإن هذا الموقف ليس إلا تخاذلا لن يؤدي إلا إلى مزيد من التدهور في مسيرة الهيئة والمهنة وواقع منسوبيها . كل ما أرجوه الآن أن تنتج هذه الانتخابات مجلسا يضم مجموعة متجانسة فاعلة تؤمن بجسامة المسئولية وعظم المهمة ، وأن يقيض الله لهم نجاحا يحلم به كل المهندسين المهضومة حقوقهم في هذا البلد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق