التجميل

الاثنين، 26 ديسمبر 2011

اليوم 335

حضرت ليلة البارحة اللقاء التعريفي الثاني لمرشحي انتخابات هيئة المهندسين الذي عقد في مدينة الدمام التي وصلت إليها مساء أمس قادما من البحرين بعد أن ودعت ابنتي التي غادرت عائدة إلى الشارقة . لم أكن أتوقع الكثير في لقاء الأمس ، فأنا أعلم مسبقا أن الناخبين الحقيقيين لن يحضرو مثل هذه اللقاءات التي أعدها وسيلة عقيمة للتعريف بالمرشحين . لقاء الأمس كان دليلا قاطعا على صحة قناعتي التي عبرت عنها كثيرا من أننا شعب لا يصلح للديموقراطية ولا يفهمها ، خاصة عندما علت الأصوات بالصياح اعتراضا على الإجراء الذي وضعته لجنة الانتخابات لتسجيل الناخبين في موقع إلكتروني بدلا عن الاعتماد على السجلات الحالية للأعضاء . تفسير رئيس اللجنة كان مقنعا من وجهة نظري على الأقل ، مع أنها لم تقنع الكثير ممن علت أصواتهم منادية بإلغاء هذا الإجراء الذي اعتبروه تعسفيا ويفتقر إلى الشفافية . هذا الإجراء ، كما قال رئيس اللجنة ، يهدف إلى تصحيح المعلومات المسجلة في قاعدة بيانات الأعضاء التي وجدو أنها مليئة بالأخطاء ونقص المعلومات ، وهو ما سيحفظ حقوق الناخبين ويضمن منع أي تلاعب بأصواتهم في هذه الانتخابات . ومع أن هذا الهدف مشروع ويجب احترامه ، إلا أن توقيت تنفيذه في هذا الوقت الضيق قبيل الانتخابات جعله موضع شك من توظيفه كوسيلة للتلاعب واختيار الناخبين الذين يريد البعض توظيف أصواتهم لتحقيق فوز لفريق ما من المرشحين . هذا النمط من التشكيك المسبق في النوايا ليس غريبا عن ثقافتنا العربية ، وكان الأحرى باللجنة أن تأخذه بعين الاعتبار قبل أن تفرض إجراء لم يتسن للكثيرين أن يفهموه ، وربما حتى لم يريدو أن يفهموه ، فتعلن عن النية وراء هذا الإجراء بشكل استباقي ، وليس في معرض الرد والإجابة على تساؤلات واعتراضات الناخبين . على أية حال ، مهما عملت اللجنة ، ومهما كانت الانتخابات شفافة وواضحة ، ستظل الممارسة الديموقراطية قاصرة طالما أن مثل هذه الانتخابات تتم لاختيار المرشحين على أسس قبلية أو عرقية أو طائفية أو اجتماعية ، ولا أنسى أن أقول أيضا مادية بما أسمعه عن ظاهرة شراء الأصوات وتجديد عضوية الناخبين مقابل كسب أصواتهم ، وليس بناء على برامج محددة وخطط معلنة لكل مرشح . صباح اليوم غادرت الدمام إلى الأحساء لحضور الاجتماع الذي فاتني قبل يومين بعد أن انفجر إطار سيارتي في طريق الذهاب ، مع أن إطارا آخر انفجر ليلة البارحة أيضا في حالة غريبة من تكرار النحس . حديثي مع المهندس السعودي الذي اجتمعت به في الأحساء تطرق إلى هذه الانتخابات ، فوجدته حائرا بين أسماء المرشحين ، وغير قادر على تحديد من سيقوم بمنحهم صوته هو ومن يملك أن يقودهم من موظفيه ، فحرصت على أن أبالغ في إرضائه والإذعان لطلباته بخصوص المشروع الذي نعمل عليه معه ، عله يرأف بحالي ويمنحني صوته الانتخابي ، على الأقل لكي لا أخرج من هذه الانتخابات صفر اليدين مقابل أولئك الهوامير الذين سخرو كل طاقاتهم ومحافظهم لاستقطاب الناخبين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق