التجميل

السبت، 17 ديسمبر 2011

اليوم 326

ليلة البارحة كانت ليلة من ليالي الأحلام قضيتها مع صوت فيروز الساحر . هذه السيدة نموذج للفن الراقي البعيد عن الابتذال والإسفاف والسفور ، وهي فوق ذلك تملك صوتا وأداء لا مثيل لهما ، حتى وهي قد جاوزت السبعين فقد ملكت ألباب وعقول ومشاعر من حضرو حفل البارحة ، وهم بالمناسبة أتو من كل حدب وصوب ، وتنوعت أجناسهم وأعمارهم ومشاربهم ، ولم يكن يجمعهم سوى هذا الشغف بفن فيروز الراقي الممتع . اليوم استيقظت من هذا الحلم الجميل لأغرق في مشاغل العمل والرد على اتصالات ورسائل الزملاء في المكتب ، ويبدو أنني لن أستطيع الخلاص من هذا العبء الثقيل لأتمتع بإجازة قصيرة دون إزعاج . المشكلة أن الأخبار السيئة هي التي تلاحقني غالبا في فترات الراحة هذه ، خاصة عندما يتطلب الأمر تدخلي لإنقاذ أمر ما هنا أو حل مشكلة هناك . بقي لي يومان في بيروت قبل أن أعود إلى الرياض لأخوض غمار حملة انتخابات مجلس إدارة هيئة المهندسين ، مع أنني لست واثقا بعد من هذا القرار في ظل مشاهد الصراعات والتحزبات التي بدات تلوح في الأفق ، والتي أجدها تتشابه مع التركيبة الطائفية التي رأيتها في لبنان ، والتي كانت السبب الأوحد وراء تأخر هذا البلد في ركب التنمية . أشعر أحيانا أننا شعب ليس أهلا للديموقراطية ، ونحن كثيرا ما نشوه تجاربنا في هذا المضمار بطغيان المصالح الشخصية أو القبلية أو الطائفية . وأنا واثق من أنني سأشهد هجوما يصل إلى الشخصنة من بعض المنافسين استنادا إلى رؤيتهم لأمور لا علاقة لها بالجانب المهني الذي يمثل المعيار الأهم في هذه المنافسة ، وبعض هؤلاء سيرى أنني لا أصلح لهذه المهمة وأنا أستمع إلى فيروز وأحضر حفلاتها وأسجل إعجابي بها هكذا على الملأ دون مواربة .

هناك تعليق واحد:

  1. م/ياسر حجازي17 ديسمبر 2011 في 2:07 م

    اخي الكريم م/ خالد
    تحية طيبة واغبطك علي الفرصة واعتبر انك ضمنت صوتي
    لا شك اننا نرغب في اناس متفتحين يطمحون لخدمة المهنة بما يعود علي الجميع بالنفع

    ردحذف