التجميل

الأحد، 4 ديسمبر 2011

اليوم 313

أتعجب كثيرا عندما أسمع أو أرى أحدا وقد تولى مناصب متعددة في مواقع وظيفية مختلفة ، وبلادنا ترتع بكثير من هذه الأمثلة . ويبدو أن ندرة الكفاءات تدفع بمتخذ القرار إلى استخدام القلة الذين يثق بهم لتولي مهام متعددة حتى لو كان ذلك على حساب حسن الإنجاز في تلك المهام . ولكن ، يبدو أنني أحد القلة الذين يلقون بالا لحسن الإنجاز ، فالأهم هو حسن الظهور والتربع على أي عدد ممكن من المواقع القيادية ، خاصة إن صاحب ذلك سطوة من نفوذ أو مزيد من دخل مادي يضفي على الحياة ترفا على ترف . أنا هنا أتحدث بالطبع عن الوظائف الحكومية ، فأصحاب القطاع الخاص لهم أن يتولو مهام قيادة شركاتهم ومؤسساتهم طالما هم رأو في أنفسهم القدرة على ذلك ، وإلا فإنهم هم الذين سيعانون مر الخسارة من تبعات هذا التعدد والتشتت في القيادة . اليوم ذهبت في زيارة لإحدى الجهات الأكاديمية التي نعمل على أحد مشاريعها ، وسعيت بكل المحاولات لمقابلة مدير ذلك المشروع الذي يعمل في ذات الوقت محاضرا بتلك الجهة . هذا الدكتور لم يحضر إلى مقر عمله طيلة اليوم لانشغاله بجدوله المزدحم بالمحاضرات ، في الوقت الذي يجري العمل على تنفيذ كم هائل من المشاريع التي تقع تحت إشرافه وطائل مسئوليته . فريق العمل الذي يقوده الدكتور مكون من عدد من المهندسين والدكاترة المتخصصين في مختلف مجالات المشاريع الهندسية ، وغني عن القول أن ليس بينهم أي مهنس سعودي ، وكلهم من إحدى الدول العربية التي تعيش تبعات الربيع العربي . وفي غياب من الدكتور فإن هذا الفريق يعمل بعيدا عن أي توجيه أو رقابة ، وأنا هنا لا أشكك فيهم ولا في نواياهم ، بل أقول أنه وضع يسمح بالتسيب والفساد إن غابت الرقابة وغابت معها الأمانة . لم أستطع أن أفهم لماذا تم تكليف ذلك الدكتور بهذه المهمة المزدوجة ، فلا هو تفرغ لمهمته الأكاديمية الأساسية ، ولا هو خصص جل تركيزه لإدارة هذا المشروع الضخم الذي يحمل مسئولية الإشراف عليه . على أية حال ، هذه ليست الحالة الوحيدة من هذا النمط المتواتر ، ولنا في معالي نائب تلك الوزارة المثل الأعلى ، فهو يحتل بكل اقتدار أربعة مواقع قيادية في أربعة من أجهزة الدولة الهامة ، وهو بذلك يستحق لقب سوبرمان الحكومة السعودية .

هناك تعليق واحد:

  1. ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه كلما كان التركيز على موضوع واحد تحصل على دقه اكبر زياده عددالنشاطات المختلفة الهدف تؤدي الى قرارات متسرعه غير مبنيه على بعد نظر ودراسه معمقه للأحداث ولكن تكمن الخطوره الكبرى في تقصير المسؤول عن معرفة تبعات قراراته المتسرعه وما قد تسببه من خسائر ماديه وغيرها
    هنا مربط الفرس 1+1= 2
    ولكن من الممكن ان يكون 1+1= صفر
    هذه هي مهمة المدير متعدد المهام وغير القادر على اتقان مهامه

    وشكرا

    ردحذف