التجميل

الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

اليوم 316

مساء اليوم وصلت رسالة إلى هاتفي الجوال تعلن عن صدور القائمة الأولية للمرشحين المؤهلين لانتخابات مجلس إدارة الهيئة السعودية للمهندسين . تناولت حاسوبي الصغير ودخلت إلى موقع الهيئة لأطلع على القائمة ، فوجدت اسمي قد أدرج فيها ضمن سبعين اسما مرشحا لهذه الانتخابات ، وهو رقم رأيته كبيرا بما يعبر عن تنامي القناعة في أوساط المهندسين بأهمية الانخراط في العملية الانتخابية في المؤسسة المدنية الوحيدة في المملكة التي يتم انتخاب كامل أعضاء مجلس إدارتها دون أي تدخل من أية جهة رسمية . مررت بعيني على قائمة الأسماء فوجدت بين المرشحين أعضاء في دورات سابقة لمجلس الإدارة ممن دارت حولهم كثير من التساؤلات حول حسن أدائهم إبان عضويتهم السابقة . أنا لا أدري في الحقيقة لماذا يصر البعض على التصدر في مثل هذه المحافل بالرغم من كل ما أثير حول مشاركاتهم السابقة من ملاحظات وانتقادات ، ولماذا هذا الإصرار على الظهور والبروز بعيدا عن مبدأ إتاحة الفرصة للآخرين . أعضاء مجلس الإدارة الحالي غاب معظمهم عن هذه القائمة ، ومنهم من يمنعه النظام من معاودة الترشح بعد مشاركتهم لدورتين سابقتين . أما البقية الذين كان الباب مفتوحا أمامهم وآثرو مع ذلك الانسحاب بشرف من سباق الترشح فقد أكبرت فيهم هذا الموقف . عضوية مجلس الإدارة لا تجر وراءها إلا قدرا كبيرا من المسئولية عن قطاع هو أحد أهم القطاعات ذات العلاقة بقضية التنمية في المجتمع ، ومع ذلك فهي تمثل للبعض فرصة لتحقيق مصالح خاصة أو بروز إعلامي واجتماعي ، ومن هؤلاء من جدد ترشيح نفسه بالرغم من كل ما واجهه سابقا من انتقادات ، وقدم وعودا وتعهدات سابقة بعدم الترشح ، فإذا به ينقلب على نفسه ويبلع تعهداته تلك . البعض الآخر من بين المرشحين هم ممن كانو يرفعون أصواتهم بانتقاد أداء المجلس في دوراته السابقة ، وهم اليوم أمام تحد بتحقيق أداء أفضل إن هم فازو في هذه الانتخابات ، وإلا فإنهم سيكونون عرضة لهجوم لا يعلم مداه أحد إلا الله . على أية حال ، رضا الناس غاية لا تدرك ، وخاصة في قطاع ربما هو الأكثر إحباطا لمنسوبيه بما تحيط به من مشاكل ومعوقات . والمهم الآن أن ينتبه منسوبو القطاع لأهمية اختيار المرشحين الأكثر قدرة على العمل في صمت بعيدا عن بهرجة الإعلام لتحقيق اختراقات حقيقية تؤدي إلى تطوير القطاع الهندسي وتعالج مشاكله وتحقق أحلام منسوبيه . فهل تنجح هذه المرة تجربة انتخابية هي الثالثة في عمر هذا الكيان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق