التجميل

الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

اليوم 323

وصلت وزوجتي العزيزة إلى بيروت مساء اليوم ، وهذه هي رحلتي الأولى إلى هذه المدينة منذ زيارتي الوحيدة لها منذ حوالي اثني عشر عاما . كنت دوما أتحرج من فكرة زيارة هذه المدينة بسبب الأخبار التي أسمعها دوما عن الأجواء السياسية المشحونة فيها ، ومع ذلك فقد قررت تجاوز هذه المخاوف عندما علمت بتنظيم حفلة للمطربة اللبنانية فيروز . منظر بيروت من السماء كان رائعا مع أننا بلغناها بعد غروب الشمس فاختلطت ملامح المدينة في ظلمة الليل ، ولم نر منها إلا انعكاس ضوء البدر على تلك الصفحة البيضاء من ثلوج غطت جبالها واختلطت بها أضواء القرى والضيع في لوحة كانت من أجمل ما رأيت . لم أكن أحمل في ذاكرتي أية بقايا من ملامح عن هذه المدينة منذ تلك الزيارة ، ولم أر فيها منذ وصولي الكثير ، غير أنني رأيت فيها ملامح مدينة ربما تكون الوحيدة بين كل المدن التي زرتها في العالم العربي التي تحتفظ بشخصية عمرانية مميزة تعبر عن خليط الحضارات التي أثرت تاريخ هذه المدينة . رحلتي من المطار إلى الفندق رأيت فيها شيئا من روما والأندلس وفيينا مجتمعة في قالب إسلامي و عربي الطابع يبرز في معالم ومساجد وآثار متناثرة هنا وهناك . لم أقض جتى الآن أكثر من سويعات قليلة في هذه المدينة ، وأنا مع ذلك أعيش حالة من الحبور لم أجدها في أي مدينة زرتها من قبل . هذا الشعور يدفعني إلى التساؤل عن هذه الحالة من الهيجان والاختلاف والصراع التي يعيشها أهل هذا البلد ، فكيف يمكن لهذه الصراعات أن تطغى على جمال هذا البلد ، وكيف يمكن لهذه الأهواء السياسية والمصالح الطائفية أن تطغى على كل ما يملكه من إمكانات . ما رأيته اليوم من ملامح من هذه المدينة جعلني أتعجب وأتحسر في ذات الوقت ، فكيف يمكن أن تكون عليه لو لم تكن ضحية لهذه الصراعات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق