التجميل

الجمعة، 23 ديسمبر 2011

اليوم 332

خرجت اليوم بعد صلاة الجمعة في جولة في شوارع الرياض بصحبة زوجتي العزيزة وابنتي الصغرى طلبا لشيء من الدفء تحت شمس الرياض الساطعة التي أشاعت جوا من الدفء في هذه الأجواء الباردة . إحدى محطات الإذاعة كانت تبث حوارا مع أخصائية اجتماعية كانت تتحدث عن المشاكل الأسرية وحالات الطلاق ، وقالت فيما قالته أن هناك حالات تبرر الانفصال ، وقدمت سردا محددا لهذه الحالات بما فيها مشاكل الإدمان والضرب والحجر والتقتير على الزوجات المعضولات . قلت لزوجتي أن هذا المنطق مع أنه يبدو مفهوما ومقبولا إلا أنني أجده منقوصا كونه أغفل عنصرا هاما في الحكم على العلاقات الزوجية والإنسانية بشكل عام . هذا العنصر هو عنصر المشاعر الذي أجزم أنه يحدث فرقا كبيرا في التعامل مع مشاكل وقصور أحد طرفي العلاقة . فالزوجة التي تحب زوجها تكون أكثر استعدادا لتحمل أخطائه وزلاته ، والزوج الذي يحب زوجته يكون أكثر استعدادا لتحمل تقصيرها وزنها المتواصل بالطلبات والأماني . وبذلك فإن المشاعر هي ما يمكن أن يضمن استمرار الحياة الزوجية ونجاحها ، ويجعل الطرفين قادرين على تقديم تنازلات وتضحيات عن طيب خاطر لإرضاء بعضهما البعض . سألت نفسي بعدها ، كيف يمكن أن تكون المشاعر أساسا لتأسيس مؤسسة الزواج عوضا عن أن نفترض أنها ستنشأ بين الزوجين بعد الارتباط ، وكيف يمكن أن نحقق شيئا من التوازن بين هذا المطلب وطبيعتنا المحافظة التي تمنع وتجرم أي شكل من أشكال التعارف والعلاقات بين الجنسين قبل الزواج ، في الوقت الذي يعد الزواج التقليدي عن طريق الأهل الوسيلة الأوحد لتأسيس مؤسسة الزواج . في الدول الأخرى تتاح الفرصة للشباب والشابات للتعارف على مقاعد الدراسة وفي أماكن العمل فتنشأ بينهم فرص للتواصل الذي يقود إلى الزواج المبني على القناعة والمشاعر على حد سواء ، وبالطبع فإن بعض هذه العلاقات يمكن أن تكون علاقات غير جادة لا تخرج عن إطار التسالي واللعب بالمشاعر . أما في المملكة ، ولأننا نعيش هذا النمط الاجتماعي المنغلق ، فإن ما يحصل بين الشباب والشابات من علاقات ، وهي أكثر مما يعترف به الكثيرون ، لا تخرج عن إطار التسالي والعلاقات المشبوهة ، وهي في الغالب لا تقود إلى الزواج ، خاصة وأن شبابنا المتحجر القلوب والعقول يترفع عن الزواج من فتاة ربطته بها علاقة بحجة أنها لا تستحق ثقته لمثل هذا الارتباط . ومن ثم فهو يفضل الزواج من فتاة أخرى لا يعلم تاريخها حتى ولو كان لها تاريخ أسود من العلاقات الفاسدة المشبوهة لمجرد أنه لا يعلم شيئا عن ذلك التاريخ . أنا في الحقيقة لا أدري كيف يمكن حل هذه المعضلة ، وكيف يمكن أن نحقق لمؤسسة الزواج مزيدا من الاستقرار المبني على أسس قوية من المشاعر والحب والتوازن الثقافي والفكري بين طرفي العلاقة . وحتى يكون ذلك ، سيظل الزواج مقيدا بقيود القبيلة والمكانة والمستوى المادي والاجتماعي ، وستظل المشاعر عنصرا مهملا في هذه العلاقة ، وستظل أرقام حالات الطلاق تتفاقم يوما بعد يوم ، وأرقام العوانس تثقل كاهل البنية الاجتماعية في بلادي .

هناك تعليق واحد:

  1. ((إذا أتاكم من ترضون دينَه وخلقَه فزوِّجوه، إلاَّ تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريض))

    أنَّ من أخطرِ آثارِ عضل النساء: عقوق الوالدين، وجحود فضلِهما، وربَّما ضياع شرفِ البنت وكرامتِها؛ لأنَّها قد ترضى بمن يتقدَّمُ لها لخلقٍ أو دين أو غير ذلك مع قدرتِه على الزَّواج ومؤنته, فيرفض وليُّ أمرِها دومًا لأسبابٍ غيرِ شرعية؛ مثل:

    • قوله: ما زالتْ ابنتُنا صغيرةً على الزَّواج.

    • وقوله: لا بدَّ من تكميلِ تعليمِها أولاً.

    • وقوله: نريدُ رجلاً بمواصفاتٍ خاصة.


    وما أشبه ذلك، فهذه المعاذيرُ قد تَدْخلُ في العضْلِ الممقوت شرعًا - هذا من جِهةِ الولي - ومن جهةِ البنت يدعوها الشَّيطانُ ورفيقات السوءِ ممن تختلط بهن إلى العقوقِ، وربَّما الهرب للزَّواجِ من خلفِ عيونِ الأهل، ولعلَّكم سمعتُم في مصر عن زواجِ الدَّمِ والكاسيت والهبة، والزَّواج العرفي الزَّائف الذي لا تتوفَّرُ فيه أركانُ الزواج الشرعي، والذي يتمُّ من خلفِ عيون أولياءِ المرأة، مع شبابٍ طائشٍ لا يعرفُ من الدِّين إلا اسمَه، ومن الإسلام إلا رسمَه،ولا ريب أنَّ كلَّ صورِ وأنواع هذا الزَّواج (المودرن) الذي أحدثه الشَّبابُ لإشباعِ الغريزة الجنسية - ما هو إلا زنا!

    ردحذف