التجميل

الأحد، 11 ديسمبر 2011

اليوم 320

حضرت اليوم جلسات مؤتمر القمة العقارية في الرياض المصاحب لمعرض سيتي سكيب ، وهو الحدث الذي واجه هجوما شرسا من منافسه معرض الرياض للعقارات ، والذي تصادف أن يكون منظمه هو في ذات الوقت رئيس اللجنة الوطنية للمعارض في مجلس الغرف ، واستخدم بالتالي سطوته لمنع تنظيم حدث اليوم في مركز معارض الرياض الدولي الذي تملكه وتديره غرفة الرياض . هذا النمط من توظيف السلطات لخنق المنافسة ليس مستغربا في عالمنا ، مع أن الجودة هي ما يجب أن تكون معيارا للنجاح ، والبقاء في النهاية للأصلح حتى في مواجهة مثل هذه الممارسات . جلسات مؤتمر اليوم ركزت على القضية الأزلية قضية الإسكان ، وهي القضية التي ما زال الحديث عنها يراوح مكانه على مدى سنوات بالرغم من فداحة القضية وخطورة الأزمة ، وبالرغم من كل الموارد التي حشدتها الدولة دون جدوى في ظل المنهج العقيم الذي تبنته وزارة الإسكان . حديث المشاركين اليوم ، وأنا بينهم ، تناول بالنقد هذا المنهج ، واتحدت الآراء على عدم جدواه وحتمية فشله في حل الأزمة . مثل هذا الحديث يبدو أنه لا يعجب الوزارة ووزيرها الهمام ، وهو ما وجدته ماثلا أمامي مساء اليوم عندما وجدت رسالة إلكترونية من أحد الإخوة الذين وجهت لهم الوزارة الدعوة للمشاركة في ورشتها الرابعة لمناقشة استراتيجية الإسكان في المملكة ، وهي الورشة التي لم تر الوزارة أن توجه لي الدعوة للمشاركة فيها مع أني شاركت في ورشتها الماضية . ويبدو أن الطرح الذي أقدمه والموقف الذي اتخذته من منهج الوزارة وما تقوم به لا يروق للمسئولين في الوزارة فرأو إبعادي ومن هم على شاكلتي من المشاركة في هذه الورشة . مضت الآن حوالي السنة منذ تحويل هيئة الإسكان إلى وزارة ، ولا زالت تراوح مكانها في تنفيذ مشاريعها المهترئة لبناء ما لا يزيد على عشرة آلاف وحدة سكنية ، فيما هي حملت نفسها مهمة تنفيذ خمسمائة ألف وحدة سكنية بموجب الأمر الملكي . مشكلة قضية الإسكان ومثلها من القضايا أن من يعملون على إدراتها ليسو ممن يعانون من تبعاتها ، بل ربما أن لهم مصالح في إدارتها بهذا المنهج . وهم بذلك لا يملكون القدرة على الشعور بمعاناة الناس الذين يريدون حلا لهذه القضية ، ولهم بذلك أن يمارسو التنظير والتجربة وإضاعة الوقت فيما هم يصمون آذانهم عن الأصوات التي تصرخ بخطأ هذا المنهج وخطر الفشل المحدق الذي يواجهه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق