التجميل

الجمعة، 16 ديسمبر 2011

اليوم 325

التنزه على كورنيش المنارة في بيروت أكثر متعة منه في كورنيش جدة أو الواجهة البحرية في الخبر بناء على فوارق النظافة والتأهيل والمناخ العام . بينما كنت أستمتع وزوجتي بالمشي في هذا المكان الجميل خضت وإياها حوارا حول فكرة السكن في هذه المدينة ، وما إذا كانت تمثل خيارا محتملا ، إذ أن نقاشاتنا السبقة كانت قد أفضت إلى أن دبي تمثل البديل الأمثل في الوقت الراهن من بين مدن المنطقة استنادا إلى اكتمال بنيتها التحتية ونمطها الاجتماعي المنفتح ومستوى التنظيم المؤسسي الذي تتمتع به . اليومان اللذان قضيناهما في بيروت حتى الآن طرحاها كبديل منافس بقوة لدبي ، فبيروت مدينة جميلة حية منفتحة تتمتع بخليط اجتماعي واسع يعيش فيه الكل كما يريدون . كما أن ما بها من مناظر طبيعية في الجبال المحيطة بالمدينة وزيارة قرى برمانا وعاليه وغيرها كان لها أوقع الأثر في هذا الطرح البديل . زوجتي فضلت بيروت على دبي ، بالرغم من اتفاقنا على أن ما يهز هذه المدينة بين الفينة والفينة من قلاقل سياسية وطائفية يؤثر على الشعور بالأمان فيها ، كيف لا وهو ذات السبب الذي دفع الكثيرين من أهل البلد إلى مغادرتها والاستقرار في أصقاع أخرى حول العالم . بعض الأصدقاء الذين التقيت بهم ليلة البارحة أكدو أن كل ما نسمعه عن هذه القلاقل في هذا البلد لا علاقة له باستقرار العيش فيه ، وهو ما خلق في نفسي ونفس زوجتي شيئا من القناعة بهذا البديل . وفجأة وأثناء مشينا على الكورنيش أظلمت الدنيا بعد انقطاع الكهرباء ، فانتبهنا إلى هذه المشكلة العويصة التي تعاني منها هذه المدينة ، ألا وهي تدني مستوى الخدمات التحتية فيها وخاصة قطاع الكهرباء التي تنقطع كثيرا عن البيوت بما جعل طل بيت فيها تقريبا يلجأ إلى المولدات الاحتياطية التي لا غنى لأحد عنها . رأيت أن هذه المعاناة تعد ثمنا فادحا للعيش في ههض المدينة الجميلة ، وتعجبت كيف أن هذه المشكلة تعذر حلها حتى الآن ، بالرغم من كل كم المساعدات التي تنفقها بسخاء دول الخليج على مشروعات التنمية وإعادة الإعمار فيها . يبدو في النتيجة أن دبي ستظل البديل الأمثل للسكن في المنطقة ، وربما تظل بيروت محطة سياحية نلجأ إليها كلما رمنا شيئا من الراحة بعيدا عن صخب الحياة وهموم المشاكل في مدينتي الرياض .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق