التجميل

الاثنين، 19 ديسمبر 2011

اليوم 328

وصلت إلى الرياض عائدا من بيروت ، ويبدو أنني سأدفع غاليا ثمن هذه الإجازة القصيرة في مشاغل الأسبوعين القادمين الذين باتا ممتلئين برحلات واجتماعات لا طائل لي بها . ولأنني لم أيأس بعد من رحمة الله في القضية التي خسرت الحكم فيها ضد أمانة المدينة المنورة في الأسبوع الماضي ، فقد رفعت مظلمتي إلى وزير الشئون البلدية والقروية ، ورجوت الله أن يكتب لي عنده حلا لهذه المشكلة . واليوم اتصل بي مكتب الوزير يبلغني بتحديد موعد للقائه بحضور ممثل أمانة المدينة المنورة لمناقشة هذا الخلاف . ومع أن هذا الموعد يتعارض مع مواعيد مسبقة تخص اللجنة الوطنية للمكاتب الاستشارية ، إلا أن هذه القضية أكثر حرجا من أن أؤجل موعدها المرتقب مع الوزير أملا في أن أجد عنده حلا يشفي غليلي ويرحم حالي . تركت بيروت وأنا معجب بها أيما إعجاب ، حتى مع النقاش الحاد الذي خضته ليلة البارحة مع أحد أبناء هذه المدينة الساخطين ، إلا أنني لا زلت مقتنعا أن ما رأيته في بيروت ، وفي مشروع تنمية وسطها بالذات ، نموذجا تفخر به هذه المدينة ، وتتفوق به على التجارب المماثلة في المدينة المنورة والرياض وغيرها ،  والتي طمست معالم المدينة القديمة وأضاعت هويتها ، وهو ما لم يحصل في وسط بيروت الذي احترم آثاره ومعالمه وتاريخه بشكل ملموس ، مع أنه قد لا يرقى إلى حد طموحات البعض . اجتماع اللجنة الذي سأضطر إلى التغيب عنه سيكون في المدينة المنورة ، وهو ما يجعلني أكثر استياء من التخلف عن حضور هذا الاجتماع في مسقط رأسي وبلدي الحبيب . وواقع تطوير المنطقة المركزية في المدينة المنورة يمثل حالة من الفشل الذريع في الجانب الثقافي والتاريخي الذي نجح في إبرازه القائمون على تطوير وسط بيروت ، والذي أصبحت فيه منطقة المدينة المركزية غابة اسمنتية لا روح فيها ولا إحساس ، اللهم إلا من صوت الأذان الذي يصدح من مآذن الحرم ، وهو ما لم تستطع بعد أن تطاله يد الأمانة برحمة من الله ، وإلا لكانت أطاحت به كما أطاحت بحقوق الكثيرين ، وأنا منهم .

هناك تعليق واحد:

  1. سلام على طيبه وأهل طيبه
    تستحق طيبه منا كل الإهتمام وهي تراث شاهد على مجد خالد رغم محاولات طمس المعالم بكتل الخرسانه سوف تبقى القبه الخضراء شامخه ابد الدهر ومنارة مشرقه في ارض الحجاز

    ردحذف