التجميل

السبت، 24 ديسمبر 2011

اليوم 333

غادرت الرياض اليوم عن طريق البر في رحلة إلى المنطقة الشرقية والبحرين ، وكانت الخطة أن أنطلق صباح اليوم إلى الأحساء لحضور اجتماع مع أحد العملاء هناك ، ومن ثم أواصل الرحلة إلى البحرين لألتقي ابنتي القادمة من الشارقة لقضاء الليلة هناك ، ومن ثم زيارة أحد الأطباء هناك قبل أن تعود هي إلى الشارقة مساء الغد وأعود أنا إلى الدمام لحضور اللقاء التعريفي الثاني لمرشحي انتخابات مجلس إدارة هيئة المهندسين . ومنذ البارحة سيطر علي شعور بعدم الراحة من هذه الرحلة أقلق منامي حتى ساعة متأخرة من الليل ، ومع ذلك فإنني لم أملك خيار تأجيل الرحلة نظرا لارتباطنا بموعد طبيب البحرين . وما أن غادرت منزلي صباح اليوم قابلني سائقي الكيني وطلب مني بعض المال لإجراء صيانة لسيارة العائلة ففتحت محفظتي لأعطيه ما طلب فإذا بي أجد المحفظة خالية من النقود ، فطلبت منه أن يتبعني إلى أحد أجهزة الصراف الآلي وأعطيته ما طلب واحتفظت ببعض المال لمصروف الطريق . ذهبت بعدها إلى وكالة السيارة لأحصل على تفويض بالسفر خارج المملكة وهو ما استغرق كثيرا من الوقت ، خاصة وأنني اضطررت إلى الذهاب إلى الغرفة التجارية لتصديق التفويض . غادرت الرياض في حوالي الساعة العاشرة والنصف محاولا اللحاق باجتماع الأحساء الذي كان مقررا في الساعة الثانية عشرة ظهرا ، وبعد أن قطعت مسافة من الطريق انفجر أحد إطارات السيارة لأعاني مزيدا من التأخير لاستبدال الإطار والسير على مهل على الإطار المؤقت . صادفت محطة تتبع لشركة ساكو فاستبشرت خيرا بحل المشكلة ، فإذا بي أجدها مغلقة للإصلاح ، وهي التي كنا ندعوها إلى تطوير منشآتها على مدى عشرين عاما فإذا بي أجدها قد بدأت التطوير في اليوم الذي احتجت إليها فيه . واصلت الطريق متئد السير حتى وصلت إلى محطة أخرى واستبدلت الإطار التالف ، وقد بلغت الساعة حينها حوالي الساعة الثانية ، فأيقنت أنني لن ألحق باجتماع الأحساء ، فاتصلت بهم معتذرا عما حصل ، وواصلت طريقي إلى البحرين . سيطر علي هنا شعور من الغضب من هذا النحس الذي لازمني منذ الصباح ، والذي أشعرني بأنني لم يكن لي أن أخرج في هذه الرحلة . ثم تذكرت تلك اللحظة التي التقيت فيها سائقي وطلب مني بعض المال ، فقلت لنفسي ماذا لو أنني لم أقابله وأنتبه إلى أن محفظتي كانت خالية من النقود ، وكيف كنت سأتصرف بلا نقود في كل هذه المواقف التي واجهتها . أيقنت حينها أن الأمر كله خير ، وأن غيابي عن اجتماع الأحساء مقدر ومكتوب . وتذكرت حينها قوله تعالى "وعسى أن تكرهو شيئا ويجعل الله فيه خيرا عظيما" . المرء يتشاءم ويغتاظ من عثرات تواجه سبيله في أمر من أمور حياته ، وهو لايعلم أن وراء هذه العثرات خيرا . ولو قدر لكل منا أن يرى في كل تجارب حياته الجوانب الإيجابية لكان أكثر راحة وهناء وسكينة ، حتى ولو صادفه شيء من النحس الذي صادفته اليوم في هذه الرحلة .

هناك 4 تعليقات:

  1. حمدا لله على السلامه السرعه مو زينه
    more speed more slow
    وقيل في المثل
    كل تأخيره فيها خيره

    ردحذف
  2. حمدلله على السلامة

    تحياتى على اليوميات الشيقة وفقكم الله

    ماجد حسني

    ردحذف
  3. صدقت , والحمد لله على سلامتك والمهم عودتك سالماً لأهلك , تحياتي لك

    ردحذف
  4. الحمد لله على السلامة

    ردحذف