التجميل

الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

اليوم 281

اليوم هو آخر يوم عمل لنا قبل إجازة عيد الأضحى المبارك ، وستبدأ اعتبارا من يوم غد فترة الراحة الإجبارية التي لا تزخر بكثير من الخيارات لأنشطة الترفيه والاستجمام في هذه المدينة الجادة . عندما تصل ابنتي بإذن الله يوم غد سنتشاور في أمر الخروج في رحلة سياحية لتغيير الجو ، مع أن البحث المبدئي يشير إلى انغلاق الفرص وامتلاء الفنادق في المنطقة الشرقية ، كما أن فنادق جدة ممتلئة هي أيضا في موسم الحج . ربما يكون البديل الوحيد المتاح في المحيط القريب هو دوحة قطر ، خاصة وأن البحرين لا تمثل بديلا مريحا في ظل ما تعيشه من أجواء مكهربة ، وخاصة وأن دبي ممتلئة عن بكرة أبيها بالسعوديين . الفكرة التي باتت تراودني هي أن نقضي العيد في الرياض ، وأن نعيش أجواء عيد الأضحى كما كنا نعيشها أيام زمان ، فنقوم بذبح الأضحية في المنزل ، ونعمل جميعا على تقطيعها وتوزيعها على الجيران ، إذ ربما تكون هذه التجربة وسيلة لكسر الحواجز النفسية المنصوبة بيني وجيران الشارع ، فمنذ أن انتقلت إلى هذا المنزل لم تنشأ بيني وبين أي منهم أية علاقة من أي نوع ، اللهم إلا تلك الجارة الطيبة التي كادت أن تقع فريسة عملية نصب واحتيال لبناء منزلها الجديد . أتعجب أحيانا من هذا الحال الذي وصلنا إليه في علاقات الناس الاجتماعية ، وخاصة علاقات الجيران الذين لا يكاد أحدهم يرى الآخر حتى يرمقه بتلك النظرة المليئة بالريبة والشك . تذكرت أيام الطفولة عندما كانت والدتي رحمها الله ترسلني لأذرع ممرات الحارة في عيد الأضحى لأقوم بتوزيع قطع اللحم من خروف العيد ، فأعود بنصيبنا من لحوم خرفانهم علاوة على شيء من الحلوى التي كنت أدسها في جيبي كي لا أضطر إلى اقتسامها مع  أحد من إخوتي . أول تواصل من نوعه مع أحد من جيران شارعي قمت به اليوم عندما أرسلت لجارتنا الطيبة لوحة فنية تضم أبياتا شعرية طبعناها في المكتب لنوزعها على الأصدقاء والعملاء . بعد قليل أرسلت لنا الجارة طبقا من البقلاوة ردا على تلك الهدية ، فانفرجت أساريري من هذا التفاعل السريع الذي أشعرني بالقبول والتواصل ، مع أني ضحكت من فارق مضمون الهدية بين لوحة الأبيات الشعرية وطبق البقلاوة ، فشتان بين غذاء الروح وغذاء الجسد . لكني شعرت وقتها أن فكرة قضاء العيد بين الأهل والجيران يمكن أن تبدو فكرة جيدة تستحق التجربة ولو لمرة واحدة على الأقل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق