التجميل

الاثنين، 7 نوفمبر 2011

اليوم 286

قرار السفر في رحلة برية إلى قطر كانت أحد أكبر الأخطاء التي ارتكبتها في حياتي ، ولكني أعذر نفسي في أنني لم أكن أتوقع أن يعامل أحد ضيوفه بهذه الصفاقة . لا أظن أحدا يصدق أنني أكتب هذه السطور أثناء وقوفنا في طابور الجوازات القطرية على الحدود البرية بين المملكة وقطر ، ولكنني وجدتها فرصة أشغل بها وقت الانتظار وأفرغ شحنة من شعور بالغضب والمهانة . هذا المنفذ هو المنفذ البري الوحيد لدولة قطر ، وكنت أجزم أن هذه الدولة التي تباهي بقدراتها المالية وتحاول توظيفها هنا وهناك لتحقيق مكاسب سياسية ستقوم على أقل تقدير بتهيئة منفذها البري الوحيد بشكل ملائم ، على الأقل ليعكس حقيقة الحملات الدعائية التي تقدم قطر كوجهة سياحية رئيسية في المنطقة . ولكن واقع الحال هنا واقع مخز بحق ، ولم يشع بين كل تلك الحشود المجتمعة في انتظار إنهاء إجراءات سفرها إلا شعورا بالهوان والغضب من هذه المعاملة . بينما كنت أعبر الجزء السعودي من الحدود شعرت بشيء من الخزي من تلك الحالة المتردية التي وجدت عليها منشآت وحدات الجمارك والجوازات السعودية ، ولكن عبورنا في ذلك الجانب لم يستغرق أكثر من عشرة دقائق بينما مضت علينا حتى الآن حوالي الساعتين في الجانب القطري دون أن تلوح أية علامات للخروج من هذا المأزق ، مع أن المنشآت في هذا الجانب حديثة وأنيقة تفوق في جمالها وتنظيمها تلك التي على الجانب السعودي . المقارنة هنا هي مقارنة عادلة من ناحية أن عدد المسافرين يكون ذاته في أي وقت من الأوقات ، وإذا كان إنجاز إجراءات عدد ما من المسافرين يتم في أحد الجانبين في عشرة دقائق فيما يتم في الجانب الآخر في أكثر من ساعتين فإن هناك خللا ما في هذا الجانب الآخر . أحد جوانب الخلل الذي رأيته كان في تلك العنجهية والتعالي الذي كان موظفو الجانب القطري يتعاملون بهما مع الناس ، وأنا بالتأكيد لا أقصد التعميم بل أتحدث عما رأيته بعيني وكان سببا في حالة من الهرج والمرج في الموقع . في النتيجة ، نحن جميعا لا نملك سوى أن نبتلع مثل هذه التصرفات المهينة ، والاعتراض لا موقع له ، وإلا فإنه سينقلب وبالا على صاحبه بمزيد من التعقيد ومزيد من التعطيل المتعمد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق