التجميل

الجمعة، 18 نوفمبر 2011

اليوم 297

خرجت مساء أمس مع زوجتي لشراء بعض حاجيات المنزل بالرغم من وصولي متعبا من رحلة عمان . بينما كنت أتهيأ لإيقاف سيارتي أمام أحد المتاجر إذا بسيارة أخرى تصطدم بي من الخلف صدمة عنيفا هزتنا هزا . نزلت من السيارة لأجد شابا مصريا صغير السن يبدو أنه غفل عن الانتباه لوقوفي فلم يتمكن من تدارك الاصطدام . بعد أن اطمأن كل منا على الآخر سألته إن كان يحمل تأمينا على السيارة فأجابني بالإيجاب . وبالطبع فإن نظام المرور الجديد قد كلف شركة نجم لخدمات التأمين بالقيام بدور دوريات المرور في معاينة الحوادث المرورية في الحالات التي يكون فيها طرفا الحادث خاضعين للتأمين . قمت بالاتصال على الشركة فأجابتني سيدة بادرت إلى طرح مجموعة من الأسئلة عن موقع الحادث ونوع السيارتين وأرقام لوحاتيهما وغير ذلك من الأسئلة التي أفادتني بعدها برقم البلاغ وطلبت أن ننتظر دورية الشركة للحضور لمعاينة الحادث . وفي فترة الانتظار بقيت السيارتان تعترضان الطريق بما تسبب في كثير من الإرباك المروري الذي لم نكن لنتفاداه لعدم تمكننا من تحريك أي من السيارتين قبل المعاينة ، حتى أن كثيرا من المارة عبرو عن انزعاجهم بالصياح والشتائم والتلويح بالأيدي . ولأن انتظارنا دورية الشركة دام أكثر من ساعة ونصف الساعة ونحن على أحر من الجمر فقد قمت بمعاودة الاتصال بالشركة للاستفسار عن سبب التأخير دون أية جدوى . أخيرا وردني اتصال على هاتفي الجوال من شاب قدم نفسه على أنه مندوب الشركة وسألني عن موقع الحادث . أبديت له امتعاضي من هذا التأخير وتكرار السؤال عن موقع الحادث مع أني كنت قد أبلغت به موظفة الاتصال عند تقديم البلاغ . الشاب بادرني بهجوم غير مبرر وقال بأنه لن يعاين الحادث بناء على عدم تعاون الأطراف . استغربت منه هذا الموقف إذ كيف لنا أن نبدي عدم التعاون إن لم يكن قد وصل إلى الموقع بعد بعد كل هذا التأخير . اضطررت بالطبع إلى تليين لهجة حديثي واستعطاف كرمه لإنهاء هذا الموقف حتى تلطف وتكرم بالحضور بعد طول انتظار . بعد أن أنهى إجراءات المعاينة وسلم كلا منا ما يحتاجه من وثائق بادرته بالسؤال عن سبب تلك الهجمة غير المبررة في الوقت الذي كان عليه أن يعتذر عن هذا التأخير على أقل تقدير . الشاب قال في رده أنه لا يملك أي حيلة في مثل هذا التأخير نظرا لقلة عدد الدوريات والموظفين العاملين عليها ، وأنه حضر إلى هذا الموقع من طرف آخر من مدينة الرياض بعد أن تم توجيهه للانتقال إلى موقع الحادث . المحصلة التي خرجت بها من هذه التجربة أن إدارة المرور كالعادة خلقت كيانا تجاريا لأداء شيء من اختصاصاتها الأساسية مثله في ذلك مثل الشركة التي تقوم بتشغيل نظام ساهر العتيد ، وهي بعد ذلك ألقت كل المسئولية على هذه الشركات دون أن تمارس أي شكل من أشكال الرقابة والمتابعة للتأكد من حسن الأداء والقيام بالمهام المطلوبة كما يجب . وبدلا من أن تكون هذه الشركات عونا للمرور لتطوير الأداء هاهي تزيد من معاناة الناس ومكابدتهم . وفي الخلاصة أصبح التأمين عبئا على من يحصل عليه عوضا عن أن يكون وسيلة لحمايته من مثل هذه المعاناة والمشاكل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق