التجميل

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

اليوم 293

حضرت اليوم مؤتمرا مصغرا في أحد فنادق الرياض وشاركت في إحدى حلقات النقاش فيه حول القضية الأزلية قضية الإسكان ، وكالعادة كان الحوار بعيدا عن أذن القطاع الحكومي الذي ابتعد أي من منسوبيه عن الحضور اتقاء للوم والهجوم المتوقعان . بعد الجلسة انتبهت إلى أن هاتفي الجوال تلقى عددا من الاتصالات التي لم أرد عليها فأجريت عددا من مكالمات الرد التي أفرغت بطاريته عن بكرة أبيها . خرجت إلى سيارتي المتوقفة أمام الفندق لأعيد شحن الهاتف وأكمل اتصالاتي . وبينما كنت جالسا على مقعدي في السيارة توقفت بجانبي سيارة فارهة يسوقها رجل بزي عسكري ويجلس في مقعدها الخلفي رجل آخري يرتدي زي القوات البحرية الأبيض وأكتافه مثقلة بنجوم ونسور وتيجان وصدره بعدد كبير من النياشين بما يدل على علو رتبته . الرجل الذي كان ضخم الجثة ممليء البطن فتح باب سيارته عن آخره حتى يتسع لخروجه منها ، فإذا بباب سيارته يصطدم بسيارتي بقوة . ارتد الباب فقام بدفعه مرة تلو مرة ، وفي كل مرة كان يضرب جسم سيارتي بباب سيارته دون أن يهتز له جفن . نزل من السيارة متثاقلا وأغلق الباب وأدار ظهره لي وتوجه نحو باب الفندق مصحوبا بعدد من الحرس الذين نزلو من سيارة أخرى . نزلت من سيارتي لأتفحص ما جرى لها بعد هذا الهجوم الكاسح فوجدتها قد أصيبت إصابات بالغة . نظرت نحو الرجل منتظرا أن يلتفت إلي بكلمة اعتذار أو نظرة تطلب العفو ، ولكنه تجاهلني وكأنني لم أكن واقفا هناك ، وكأنه لم يفعل شيئا ، أو كأنه أصاب شيئا لا قيمة له . ذهبت إلى سائقه وأبلغته بما حصل ، فوجدته أكثر لطفا من سيده ، وقدم اعتذارا بالنيابة عنه . هذا الرجل الذي بلغ هذه الرتبة العليا في السلم العسكري كان نموذجا للعنجهية والصلف الذي يصيب بعض الناس عندما يحتلون موقعا من مواقع المسئولية ، ويجعلهم ينظرون إلى عامة الناس من عل وكأنهم مخلوقات لا تستحق التعامل معها بإنسانية . وعلى النقيض ، حضرت الليلة حفل عيد الاستقلال لسفارة الجمهوية الجزائرية التي نقوم بالإشراف على تنفيذ مبناها الجديد في حي السفارات . السفير الجزائري استقبلني بترحاب منقطع النظير ، ووجدته يتعامل مع كل الناس من سفراء وأمراء وضيوف بسطاء بذات الروح من البساطة والتواضع وحسن الخلق ، فصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال ، إنكم لن تسعو الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق