التجميل

الاثنين، 21 نوفمبر 2011

اليوم 300

نحن أمة لا تتحرك لإصلاح شئونها إلا بعد الكوارث ، وبغيرها تطغى حالة عامة دائمة من التراخي والتجاهل للمشاكل حتى تقع الفأس في الرأس كما يقال . هذا الواقع يسري على كل أشكال التصرفات في حياتنا ومن كل الناس بمختلف أعمارهم وأجناسهم ومناصبهم واختصاصاتهم ، واليوم رأيت وشهدت أمثلة متعددة لهذا النمط من الحياة وفق ردود الأفعال . تلقيت أولا رسالة على هاتفي الجوال تتضمن نبأ قيام أمير المنطقة الشرقية بتشكيل لجنة لمعاينة وفحص مدارس البنات في المنطقة والتأكد من توفيرها وسائل السلامة من الحرائق ، وهو تحرك جاء تاليا لخبر حريق مدرسة جدة وليس نابعا من مبادرة ذاتية لتلمس المشاكل تمهيدا لحلها . وتلقيت ثانيا رسالة أخرى تتضمن نبأ قيام أمير منطقة حائل بتشكيل لجنة أخرى لدراسة إمكانية إسكان الطالبات اللائي يتنقلن من القرى إلى المدن بعد حادثة حافلة الطالبات التي أودت بحياة اثنتي عشرة طالبة يوم أمس ، وكأن المشكلة لم تكن قائمة قبل أن تدفع أولئك الفتيات زهرة أعمارهن ثمنا فادحا لإبراز المشكلة . الأخبار تتضمن يوميا مثل هذه القرارات واللجان التي تتشكل كردود أفعال على حوادث ومصائب وكوارث تقع هنا أو هناك ، والمشكلة أن الأمر يتوقف في الغالب عند هذه القرارات ، وتنتهي تلك الدراسات والتوصيات الصادرة من تلك اللجان إلأى رفوف البيروقراطية ليبقى الوضع على ما هو عليه . هذه ليست المرة الأولى التي يحترق فيها مبنى مدرسة أو يقع حادث مروري لحافلة تنقل معلمات أو طالبات ، وكل اللجان التي تم تشكيلها سابقا لم تفض إلى معالجة تلك المشاكل معالجة جذرية . مساء اليوم وصلت إلى منزلي لأجد الجميع قد غادرو في زيارة عائلية ، ولم يبق في المنزل إلا ابني الأصغر الذي يبلغ من العمر اثني عشر عاما . فوجئت بأن كل أنوار المنزل مضاءة وكأن به حفل زفاف . ناديت على ابني وسألته لماذا كل هذه الأنوار مضاءة هكذا ، فأجابني بأنه ليس هو من أشعلها . قلت له صحيح أنك لست مسئولا عن إشعالها ، ولكن لماذا بقيت متفرجا على هذا الهدر دون أن تبادر إلى معالجته بإطفائها . ألقيت عليه درسا مكثفا في المبادرة لمعالجة المشاكل ، وذكرته بأن أدنى درجات الإيمان هي إماطة الأذى عن الطريق . المشكلة أن المدارس لا تغرس في الأبناء مثل هذه المثل في ظل غياب الجانب التربوي في الدور الذي تقوم به . وفي النتيجة ينشأ جيل كامل دون أن يتسلح بهذه المثل والمباديء ، خاصة وهو يرى أمام أعينه هذه الأمثلة الصارخة من الممارسات التي ترسخ في قناعته ثقافة التراخي وغياب المبادرة حتى تقع الكوارث .

هناك تعليق واحد:

  1. صلاح الدين الحمود22 نوفمبر 2011 في 2:17 ص

    مللت الطلب من ابنائي اقفال الاضاءة والمكيف عند الخروج من الغرف ، ولا من مجيب ، حتى يأست ، مما دعاني التوقف عن الطلب منهم والقيام بذلك واصبحت اقوم باقفالها بنفسي ، حتى سمعت من الدكتور سلمان العودة مرة ان من اعراض كبر سن المرء المثابرة على قفل الاضاءة والحك خلف الاذن ، ومنذ ذلك الحين توقفت انا ايضا عن القيام باطفاء الااضاءة وحك خلف اذني ايضا !وعلى الله العوض .

    ردحذف